مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بمراكش تحتفي بمتقاعدي أسرة التربية و التكوين

العاصمة بريس الرباط
عبد الجليل بتريش
احتفاء باليوم العالمي للمدرس الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل سنة، والذي تخلده مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم هذه السنة تحت شعار: ” دعم مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم ..تمكين للمدرسين و نهضة للمدرسة ” ، نظم فرع مراكش لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم حفلا تكريميا على شر ف المتقاعدات و المتقاعدين من أسرة التربية و التكوين المنخرطات و المنخرطين تحت شعار : ” عطاء المدرس )ة ( لا ينتهي ..بل يخلد في وجدان الوطن”، و ذلك مساء يوم السبت 11 أكتوبر 2025 بقاعة الحفلات بإقامة المدرس بمدينة مراكش . هذا الملتقى الاجتماعي الذي أدارت فعالياته باقتدار الأستاذة زكية مساط، عرف حضور كل من مدير الأكاديمية والكاتب العام الوطني للمؤسسة و رئيس منظمة التضامن الجامعي المغربي وأجهزة المؤسسة وطنيا وجهويا وإقليميا ونخبة من الأطر الإدارية والتربوية وممثلي النقابات التعليمية وفعاليات المجتمع المدني … وتجسيدا لثقافة الاعتراف،وتكريسا لروح التكريم، و في أجواء متميزة و حميمية، وبعد قراءة آيات بينات من الذكر الحكيم و ترديد النشيد الوطني، عرفت الجلسة الافتتاحية كلمات بالمناسبة في حق المكرمات و المكرمين.
وفي ذات السياق أفاد عبد الحفيظ ملوكي الكاتب العام لفرع مراكش،في كلمته أن احتفاء اليوم ليس مجرد طقس رمزي أو مناسبة احتفالية، بل هو وقفة وفاء واعتراف بالجميل، تجاه من جعلوا من القسم محرابا للعطاء، ومن التربية رسالة سامية، ومن الوطن قضية يومية تدرس بالقلب قبل العقل.و أضاف، لقد كانت المدرسة والمدرس، وما يزال، ركيزة أساس في بناء الإنسان، وصانعا للأمل، ومهندسا لمستقبل الوطن. ومن خلاله تنبض المدرسة المغربية بحيوية الفكر، وتُضاء العقول بنور المعرفة والقيم.واعتبر في مداخلته أن تكريم نساء ورجال التربية والتكوين الذين أنهوا مشوارهم المهني برسم سنة 2025، ليس إلا تتويجا لمسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات، وعرفانا بجميل من أفنوا زهرة عمرهم في خدمة الناشئة، وتربية الأجيال على حب الوطن والاعتزاز بالهوية والانفتاح على قيم العصر.وإن هذا الحفل البهيج ، هو ترجمة عملية لهذه القيم، وتأكيد على أن من حمل مشعل التربية لا يطفئه التقاعد، بل يظل نوره ممتدا في ذاكرة الوطن، وفي وجدان كل من تتلمذ على يده، واستلهم منه حب المعرفة وصدق الانتماء.
وأشار أن الحفل يمثل لحظة وفاء واعتراف، لحظة إنسانية وتربوية بامتياز، عنوانها الاعتراف بالجميل ورد الفضل لأهله، لحظة استحضر فيها المسار المجيد لنساء ورجال أفنوا أعمارهم في خدمة التربية والتكوين، فكانوا ولا يزالون مصابيح تنير دروب الأجيال، وتغرس القيم، وتصنع الإنسان المواطن.
و أكد أن المدرس ليس موظفا عاديا يؤدي مهام روتينية، بل هو مهندس للعقول، وبانٍ للضمائر، وصانع لنهضة الأمم. فكم من طبيبٍ، وقاضٍ، ومفكرٍ، ومهندسٍ، حمل بين جنبيه أثرَ مدرس(ة) غرس فيه أول بذور النجاح، وفتح أمامه أبواب الحلم والمعرفة.
و اختتم كلمته بأن المربي الحقيقي لا يتوقف عن التعليم، لأن رسالته تتجاوز حدود الزمن والفضاء.كم من متقاعدٍ ما زال يُستشار في الشأن التربوي، وكم من أستاذٍ متقاعدٍ صار مرجعاً للأجيال الجديدة، ينقل خبرته، ويزرع الحكمة، ويواصل أداء رسالته في صمتٍ ووقار.”المدرس (ة) لا يتقاعد… يواصل العطاء في ذاكرة الوطن” ،وذاك تعبير صادق عن خلود الأثر التربوي، وعن استمرار العطاء المعنوي والرمزي الذي لا تحده السنوات ولا يوقفه التقاعد الإداري.
بدوره ألقى عبد الحق المامون الكاتب العام الوطني كلمة اعتبر من خلالها أن المدرس)ة(، حين يغادر الفصل الدراسي، لا يغادر رسالته ولا يفقد قيمته. بل يظل شاهداً على مسيرة أجيال، وفاعلاً أساسيا في نشر الحكمة والخبرة، وحاملا لقيم المواطنة والتضامن.وتوقف إلى أن التقاعد ليس نهاية طريق، بل هو بداية مرحلة جديدة، مرحلة “التقاعد النشط” حيث يجد المدرس فرصا لمواصلة العطاء عبر العمل الجمعوي، والمبادرات الثقافية، والمساهمة في تنمية المجتمع. و أكد على أن الوطن بحاجة إلى خبراتهم، وتجاربهم، وحكمتهم، وجعل من هذا اليوم محطة لتجديد العهد:
عهد الوفاء للمدرسات والمدرسين ولباقي أعضاء أسرة التربية والتكوين.
عهد الاستمرار في حمل مشعل العطاء.
وعهد الإيمان بأن المدرسة المغربية لن تنهض إلا بسواعد بناتها وأبنائها المخلصين.
و ارتباطا بالموضوع أكد عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي المغربي في كلمته أن التضامن الجامعي المغربي متشبث بالمدرسة العمومية و قدرتها على القيام بدورها إذا ما تم إصلاحها، في إعطاء تعليم جيد يضمن المساواة و تكافؤ الفرص، مدرسة الإنصاف و الجودة و الارتقاء الفردي والمجتمعي .و عاد ليؤكد أن تنظيم هذا الحفل ثلة من شرفاء المهنة هو شيء من بعض الوفاء الكبير لهم و اعترافا بالجهود التي بذلوها في صمت، مكرسين شبابهم و كهولتهم لأداء رسالتهم النبيلة في تكوين وتربية الأجيال، إنهم جنود مجهولون يغادرون ساحة نضالهم متوجين بأكاليل الفخر والاعتزاز بما قدموا لوطنهم وشعبهم. و بهذه المناسبة جدد العهد على مواصلة الرسالة التي يتقاسمها من أجل مدرسة عمومية ديمقراطية حداثية وفرض احترام شرف المهنة التعليمية وكرامة أعضائها.و ختم تدخله مستنكرا أن يقف المدرسون بعد أن أفنوا زهرة شبابهم في تكوين الأجيال وخدمة رسالة التربية والتكوين ، أمام البرلمان للمطالبة برفع الحيف عنهم بتحسين المعاشات أمام موجات الغلاء الفاحش و صم آذان المسؤولين عن مطالبهم المشروعة. و في الأخير جدد الشكر لأعضاء المكتب الإقليمي لمراكش على إعداد و تنظيم هذا اللقاء ونوه بالمجهود المبذول لإعطاء مناسبة تكريم أعضاء الأسرة التعليمية ما تستحقه من مستوى حضاري و إنساني و تربوي.
و ارتباطا بالموضوع ، ألقى كل من عبد اللطيف شوقي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش أسفي وحليمة ملغاغ رئيسة اللجنة التحضيرية لنادي المتقاعدين النشطين بالمغرب ، كلمة مماثلة في حق المحتفى بهم .