الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بأكادير تناقش مع الدكتور عبد الرحيم غريب دور التظاهرات الكبرى في تحقيق التنمية بالمغرب في أفق “كان 2025″ و”كأس العالم 2030”

العاصمة بريس الرباط
مصطفى الشباني
مع اقتراب احتضان المغرب لتظاهرتين رياضيتين من العيار الثقيل – كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 – تتجه الأنظار نحو مدينة أكادير باعتبارها إحدى أبرز المدن المرشحة للعب دور محوري في هذا الحدث العالمي.
لكن، هل ستتحول هاتان المناسبتان إلى محركين حقيقيين للتنمية؟ أم ستظلان رهينتي الحماس اللحظي؟
هذا السؤال كان محور مداخلة الدكتور عبد الرحيم غريب، أستاذ الحكامة الرياضية بجامعة الحسن الثاني، خلال ندوة فكرية نُظمت بأكادير حول موضوع: “التظاهرات الرياضية الكبرى كرافعة للتنمية وأثرها الاقتصادي والاجتماعي”.
مخاطر المجازفة دون تخطيط علمي
في مداخلته، نبّه الدكتور غريب إلى أن مقاربة المغرب في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى تحمل جانبًا من المخاطرة في ظل غياب تخطيط علمي مسبق يربط بين الرياضة والتنمية.
وضرب مثالًا بتجربة فرنسا التي أنجزت دراسة إستراتيجية شاملة قبل احتضانها كأس العالم، داعيًا إلى الاستفادة من التجارب الدولية لتفادي التسرع والعشوائية في التدبير.
الاستثمار الرياضي: بين الطموح الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية
أوضح الخبير أن الاستثمار في الرياضة لا يجب أن يُقاس فقط بمؤشرات الربح المالي، بل بقدرته على خلق دينامية اقتصادية واجتماعية شاملة.
ودعا إلى تبنّي اقتصاد مندمج يضمن استفادة جميع فئات المجتمع، والانتقال من نموذج “اقتصاد التمركز” إلى “اقتصاد التوزيع” الذي يحقق العدالة في التنمية بين الجهات.
أوراش بنيوية لإنجاح التظاهرات
حسب الدكتور غريب، فإن نجاح المغرب في استضافة “كان 2025” و”مونديال 2030” رهين بإطلاق أوراش تنموية كبرى تشمل:
تطوير البنية التحتية السياحية والنقل، خاصة السكك الحديدية والطرق السيارة؛
تحديث شبكات الاتصالات؛
استقطاب الاستثمارات الأجنبية؛
وتشجيع المقاولات المغربية على المساهمة في بناء وإدارة المنشآت الرياضية.
كما اقترح استغلال بعض الملاعب مستقبلًا في مشاريع ذات قيمة مضافة، مثل إنشاء كليات لمهن الرياضة.
البعد الثقافي والوطني في قلب الرؤية
لم يغفل الباحث البعد الاجتماعي والثقافي، مؤكدًا أن الأحداث الرياضية الكبرى يجب أن تكون فرصة لترسيخ الروح الوطنية وتعزيز الاعتزاز بالهوية المغربية.
وأشار إلى أهمية تنظيم فعاليات ثقافية وفنية موازية تُبرز تنوع المغرب الحضاري، وتحوّل الزوار إلى سفراء للتعريف بمؤهلاته حول العالم.
الشفافية.. شرط النجاح
واختتم الدكتور غريب مداخلته بالتأكيد على أن نجاح هذه الأوراش الوطنية يتطلب شفافية في تقاسم المعلومة بين المسؤولين والمواطنين، معتبرًا أن التواصل الصادق هو حجر الزاوية في بناء الثقة وضمان تعبئة جماعية نحو مستقبل رياضي وتنموي مشرق.
تنظيم الندوة وحضور الفاعلين
تجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة نُظمت من طرف فرع أكادير للرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بشراكة مع الجماعة الحضرية لأكادير وبتنسيق مع النادي الجهوي للصحافة بأكادير، وذلك يوم السبت 11 أكتوبر 2025 بقاعة الاجتماعات التابعة لغرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس-ماسة.
وشهدت الندوة حضور عدد من الفاعلين الرياضيين، من بينهم:
السيد عبد اللطيف المتوكل رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، السيد الحسين العلالي الكاتب العام فرع الرابطة بأكادير، السيد السعودي العمالكي رئيس النادي الجهوي للصحافة بأكادير، الحاج سعيد الضور رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سوس-ماسة، السيد بلعيد بلفقير رئيس حسنية أكادير، السيد محمد المودن رئيس مجموعة الجماعات الترابية، السيد عبد الله أبو القاسم رئيس العصبة الجهوية سوس-ماسة لكرة القدم، والحاج عبد السلام اليوسفي قيدوم مسيري جمعية نجاح سوس بأكادير والرئيس المؤسس لفرع الشطرنج التابع لها، بالإضافة إلى عدد من الطلبة والباحثين والفاعلين الجمعويين وممثلي مختلف المنابر الإعلامية.
وفي ختام الندوة، شهد اللقاء مناقشة غنية ومثمرة أحاطت بمختلف الجوانب التي يمكن أن تُغني التفاعل والنقاش. وقد أدارها باقتدار السيد السعودي العمالكي، مما أضفى على الجلسة صبغة خاصة تميزت بالحيوية والعمق في الطرح.
وكالعادة، تم في الختام تقديم تذكار رمزي للأستاذ المحاضر من طرف فرع الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بأكادير، الجهة المنظمة للقاء، تقديرًا لعطائه ومشاركته القيمة.