صلاة الإستسقاء وفق السنة والكتاب

خليفة مزضوضي مدير أكاديمية الأنطاكي الدولية الخاصة للبحث والتدريب والابتكار

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه. طلب مني أحد الإخوة على الخاص كيفية صلاة الاستسقاء بمناسبة أدائها في بلدنا الحبيب المغرب غذا الثلاثاء فأقول اختصارا: صلاة الاستسقاء هي: طلب العباد السقي من الله تعالى عند الحاجة إلى الماء كتخلف مطر أو قلته أو لقلة جري عين أو غورها إن كانوا في بلد أو بادية حاضرين أو مسافرين. حكمها: هي سنة مؤكدة في حق من تلزمه الجمعة، كما يسن تكرارها في أيام لا في يوم واحد إن تأخر المطلوب بأن لم يحصل أو حصل دون الكفاية. ومندوبة في حق من لا تلزمه الجمعة كالنساء والصبيان. وقتها: من طلوع الشمس إلى الزوال، ويستحب الخروج ضحى مشاة لإظهار العجز والانكسار بثياب بذلة مع الخشوع لأن ذلك أقرب إلى الإجابة. كيفيتها: ركعتان عاديتان كالنوافل العادية، ويستحب أن يقرأ فيهما بسورة “الأعلى” و سورة “والشمس”، ولا يكبر فيها غير تكبيرة الإحرام والخفض والرفع. ثم يخطب الإمام خطبتين بعد الصلاة كخطبتي العيد ولكن يندب إبدال التكبير بالاستغفار، ويجلس في أول كل خطبة ويتوكأ على عصا ويخطب على الأرض لا على المنبر إظهارا للتواضع وتكره الخطبة على المنبر، ويعظ الناس فيهما ويخوفهم ببيان أن سبب الجدب المعاصي ويأمرهم بالتوبة والإنابة والصدقة والبر والمعروف. ثم بعد الفراغ من الخطبتين يستقبل القبلة بوجهه قائما جاعلا ظهره للناس ثم يقلب رداءه ندبا بحيث يجعل ما على عاتقه الأيسر على عاتقه الأيمن وبالعكس بلا تنكيس للرداء، وكذا يندب للرجال دون النساء قلب أرديتهم وهم جلوس ثم يدعو ويبالغ في الدعاء برفع الكرب والقحط وإنزال الغيث والرحمة وعدم المؤاخذة بالذنوب، ويكثر من الأدعية الواردة ومنها «اللهم اسق عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت»، ويؤمن الحاضرون على دعاء الإمام مبتهلين متضرعين متواضعين منكسرة قلوبهم. دليلها: روى مسلم عن عباد بن تميم أنه سمع عمه -روكان من أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم- يقول: «خرج رسول اللهصلى الله عليه وسلم يوما يستسقي، فجعل إلى الناس ظهره يدعو الله واستقبل القبلة، وحوله رداءه». وفي رواية أبي داود عن عباد بن تميم أيضا: «أنه صلى الله عليه وسلم خرج بالناس يستسقي فصلى بهم ركعتين جهرا بالقراءة فيهما، وحول رداءه ورفع يديه، فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر وجعل عطافه الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا الله عز وجل واستسقى واستقبل القبلة». وروى الترمذي عن ابن عباس قال في استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج متبذلا متواضعا متضرعا». وروى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «خرج النبيصلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فصلى ركعتين بلا أذان ولا إقامة ثم خطبنا». والله الموفق .




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...