مستشفى ابن المهدي بالعيون: هل توقف عن تقديم الخدمات الصحية و الطبية!؟

العاصمة بريس الرباط

العيون /منير نافيع

يعيش المستشفى الجهوي ابن المهدي بالعيون، أكبر مؤسسة صحية في جهة العيون الساقية الحمراء، وضعا معقدا يثير قلق المرضى وذويهم. فالمرفق الذي يفترض أن يشكل دعامة أساسية للحق الدستوري في العلاج، أصبح في نظر كثيرين عنوانا للانتظار الطويل والإمكانات المحدودة.

خلال جولة ميدانية، على حالات لمرضى يقبعون منذ أيام في غرف الجراحة، في انتظار إجراء عمليات مستعجلة. أحدهم أكد أنه ينتظر منذ أربعة أيام كاملة موعده، بعدما كان يُفترض أن تجرى له العملية في يومها الأول. هذا التأجيل لم يؤثر فقط على حالته الصحية الأصلية، بل تسبب له أيضا في مضاعفات إضافية وآلام جديدة.

في قاعة انتظار العمليات، المشهد لا يقل صعوبة: مواطنون قدموا من مختلف مناطق الجهة، بعضهم من مناطق نائية، وجدوا أنفسهم في طوابير طويلة، يترقبون دورهم في غياب عدد كاف من الأطر الطبية. إذ يعتمد المستشفى على فريق واحد فقط في قسم الجراحة، وهو ما يرهق الطاقم ويجعل مئات الحالات في مواجهة تأجيل غير مبرر.

أما في قسم المستعجلات، فتبدو الإكراهات أكثر وضوحا: طبيبة واحدة تتكفل يومياً بالعشرات من الحالات الطارئة، في حين أن حضور الممرضين يبقى ضعيفا. النتيجة أن المرضى ينتظرون ساعات طويلة قبل تلقي الإسعافات، وهو ما يتنافى مع مبدأ الاستعجال المفترض في هذا القسم الحيوي.

هذه الوضعية تطرح تساؤلات جوهرية حول فعالية المنظومة الصحية الجهوية. فكيف يمكن الحديث عن الجهوية المتقدمة والتنمية البشرية في ظل عجز أكبر مستشفى بالجهة عن ضمان خدمات أساسية لمواطنيه، وأي جدوى للشعارات إذا ظل المواطن يواجه معاناة مضاعفة داخل مؤسسة عمومية يُفترض أن تضمن له الحق في العلاج.

السلطات الصحية والمنتخبون المحليون على علم بهذه الاختلالات، لكن التدخلات تظل محدودة. في المقابل، تتواصل معاناة المرضى يوميا، في انتظار حلول عملية تشمل تعزيز الموارد البشرية، وتوفير تجهيزات إضافية، وتدبير أفضل للعمليات المستعجلة.

المستشفى الجهوي ابن المهدي، ورغم مكانته الرمزية في المنطقة، أصبح اليوم مرآة تعكس أعطاب السياسات الصحية، وتكشف الهوة القائمة بين النصوص الدستورية التي تضمن الحق في الصحة، والواقع الذي يعيشه المواطن في الميدان.

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...