حسب دراسة انجزتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين..أن أكثر من 60 في المائة غير راضين عن التعليم عن بعد لعدة أسباب..

العاصمة بريس
مصطفى الشباني _ أكادير

انطوى التعليم عن بعد، الذي فرضته الجائجة، على العديد من النقائص، التي كشفت عنها دراسة أنجزتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، حيث أنه رغم انخراط المدرسين في التعليم عن بعد، إلا أن استطلاع آرائهم كشف عن إقبال ضعيف على المنصة الرقمية الخاصة بالتعليم عن بُعد، وضعف في تملّك المعرفة الرقمية لدى المدرّسين، الذين عبر أكثر من 60 في المائة منهم عن عدم رضاهم عن ذلك النوع من التعليم، في الوقت نفسه، الذي أكدت الدراسة عن غياب تكافؤ فرص التعلّم بين التلاميذ أثناء الجائحة.
تلك أهم النتائج التي توصلت إليها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عبر من خلال درساة حول “التعليم إبّان جائحة كوفيد 19”.

وعرضت تلك الدراسة في ندوة نظمتها الهيئة بشراكة مع منظمة اليونيسيف، اليوم الأربعاء 29 شتنبر 2021، خلال ورشة تفاعلية عبر تقنية التناظر المرئي، حيث تم الحرض على مشاركة نتائجها مع كافة الفاعلين في المنظومة، بهدف الوقوف على الممارسات، والفرص، وكذا التحديات البيداغوجية التي واجهت التعليم إبّان الجائحة، حسب بلاغ للهيئة.

وتؤكد الهيئة على أن الدراسة تأتي في ظروف استثنائية، إذ إن الإجراءات والقيود التي فرضتها الحكومات، لمواجهة الجائحة والحد من انتشارها “أدت إلى اضطراب الحياة اليومية للجميع، إلى جانب الآثار السلبية على الاقتصاد، وإغلاق المدارس”.

وشددت علي أن المغرب اختار المغرب، في ظل تلك الظروف، على غرار العديد من الدول، اعتماد نمط التعلم عن بُعد، كإجراء لتخفيف تداعيات جائحة كوفيد 19 على الزمن المدرسي، وضمان استمرار العملية البيداغوجية. وكانت، بذلك، تجربة غنيّة بالدروس، فعلى الرغم من التعبئة الكبيرة التي تمّ تسجيلها في هذا الصدد، إلا أن نساء ورجال التعليم واجهوا العديد من الإكراهات.

وذهبت الهيئة إلى أن الدراسة سلّطت الضوء على تقييم المُدرّسين والمُتعلّمين لتجاربهم مع نمط التعلم عن بُعد، معتبرة أن” نتائج هذه الدراسة تشخيصاً لواقع “التعليم إّبان جائحة كوفيد”، علاوة على الآفاق المستقبلية للتعلم عن بُعد في المغرب، ناهيك عن متطلبات الاستعداد لما بعد الجائحة، ليس على مستوى حتمية التحول الرقمي فحسب، ولكن لتحقيق الإصلاح التربوي أساساً”.

وتوصلت الدراسة إلى حقائق أجملت أهمها في:

أولا..انخراط المدرّسين رغم ضعف الإمكانيات: أظهرت النتائج انخراطاً كبيراً لنساء ورجال التعليم لضمان الاستمرارية البيداغوجية، حيث إن 82,6 في المائة منهم اعتمدوا نمط التعليم عن بُعد خلال الحجر الصحي، في حين أن 17,4 لم يقوموا بذلك.

ثانيا.. إقبال ضعيف على المنصة الرقمية الخاصة بالتعليم عن بُعد: 21,3 في المائة فقط من المدرّسين أكدوا أنهم استخدموا، بالفعل، منصة Telmid-Tice التي أحدثتها وزارة التربية الوطنية. في مقابل الإقبال الكبير من طرف المُدرّسين والمتعلّمين (70,4 في المائة) على تطبيق “واتساب” لضمان الاستمرارية البيداغوجية.

ثالثا..ضعف في تملّك المعرفة الرقمية لدى المدرّسين: 13,4 في المائة من المُدرّسين الذين شملتهم الدراسة لا يتقنون التعامل مع تكنولوجيات المعلومات والاتصال، و67,1 في المائة لديهم مستوى متوسّط، بينما 19,4 في المائةفقط لديهم مستوى عالٍ أو عالٍ جدّاً.

رابعا..آراء متضاربة حول التعليم عن بُعد: 35,4 في المائة فقط من المُدرّسين عبّروا عن رضاهم تُجاه تجربتهم في التعليم عن بُعد، في مقابل أن 62 في المائة غير راضين، أو غير راضين بتاتاً.

خامسا..غياب تكافؤ فرص التعلّم بين التلاميذ أثناء الجائحة: واجه أطفال الأسر ذات الدخل المحدود صعوبات في التعلّم. وعانى هؤلاء، في الدرجة الأولى، من ضُعف الإمكانيات وعدم توفر التجهيزات اللازمة لمتابعة الدروس، إضافة إلى مشاكل أخرى، كالسّكن الضيق، والاكتظاظ داخل البيت، والبيئة الأسرية غير المُساعِدة. كما أن الفتيات اشتكين من الأعمال المنزلية التي فُرضت عليهنّ على حساب التعلّم.

وإن كان مُشكل عدم تكافؤ الفرص مطروحاً قبل الجائحة، إلا أنه تفاقم أكثر خلال فترة الحجر الصحي، مما أضرّ بتعلّم تلاميذ العالم القروي وأطفال الأسر ذات الدخل المحدود.

سادسا.. تقييم الانعكاسات ونسبة الحضور: يرى 36 في المائة من المُدرّسين الذين شملتهم الدراسة، أن التعليم عن بُعد كانت له انعكاسات سلبية على التعلّم، في مقابل 27.5% يرون أن له آثار إيجابية، بينما يعتقد 13,5 في المائة أن ليس له أي تأثير على تعلّم التلاميذ، أما 23 في المائة فيقولون إنهم لا يعرفون ما إذا كان للتعليم عن بُعد آثار على التّعلّم أم لا.

بخصوص نسبة حضور المُتعلّمين في الحصص، أكد 52 في المائة من المُدرّسين الذين اعتمدوا نمط التعليم عن بُعد أن نسبة حضور التلاميذ كانت ضعيفة إلى ضعيفة جدّاً. وبالمقارنة بين العالمين القروي والحضري، أظهرت النتائج أن نسبة حضور التلاميذ لحصص التعلم عن بُعد في المناطق النائية كانت أضعف من مثيلتها في المدن (61 في المائة من المُدرّسين في العالم القروي وصفوا نسبة حضور التلاميذ بأنها ضعيفة إلى ضعيفة جدّاً، في مقابل 44,8 في المائة من المدرّسين في المدن وصفوها بذلك).




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...