الهبة الملكية تضيء موسم بوعبيد الشرقي بأبي الجعد: إشعاع روحي واقتصادي متجدد.

العاصمة بريس الرباط
متابعة طارق يسري
عاشت مدينة أبي الجعد، صباح الأربعاء، على إيقاع لحظة روحانية مهيبة مع انطلاق فعاليات موسم بوعبيد الشرقي، الذي يُعد واحداً من أعرق المواسم الدينية والثقافية بالمملكة، حيث حضر الآلاف من الزوار والمريدين، ليجددوا صلتهم بالزاوية الشرقاوية ويشاركوا في أجواء احتفالية تمتزج فيها الروحانيات بالتقاليد العريقة.
وكما جرت العادة، حظي الموسم هذا العام بعناية ملكية سامية، تجسدت في الهبة الملكية التي تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأرسلها إلى أحفاد الولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي. وقد قام الحاجب الملكي السيد سعد الدين السميج بتسليم هذه الهبة الشريفة، بحضور عامل إقليم خريبكة هشام المدغري العلوي وعدد من المسؤولين الإقليميين فضلا عن شخصيات مدنية عسكرية ومدنية ومنتخبين ، وفي لحظة مفعمة بالخشوع والامتنان، ارتفعت خلالها الأكف بالدعاء الصادق لجلالة الملك بموفور الصحة وطول العمر، وأن يحفظه الله ذخراً وملاذاً للأمة المغربية.
موسم يتجدد في الذاكرة
لا يمثل موسم بوعبيد الشرقي مجرد احتفاء سنوي بذكرى ولي صالح ارتبط اسمه بالعلم والجهاد الروحي، بل هو موعد متجدد لصون ذاكرة جماعية ممتدة عبر القرون. فالزاوية الشرقاوية التي أسسها الشيخ الجليل، أضحت منارة للعلم والتربية الصوفية، ومقصداً للباحثين عن السكينة الروحية، وفضاءً لنشر قيم التسامح والتضامن التي طبعت الشخصية المغربية.
إن حضور آلاف المريدين والزوّار من مختلف أقاليم المملكة، بل ومن خارجها، يعكس المكانة الخاصة التي يحظى بها الموسم في وجدان المغاربة، الذين يجدون فيه مناسبة للتلاقي وتبادل الزيارات وتوطيد الروابط الاجتماعية، في أجواء مطبوعة بالكرم المغربي الأصيل.
إشعاع اقتصادي واجتماعي
لا ينحصر الموسم في بعده الديني والروحي فحسب، بل أصبح حدثاً اجتماعياً واقتصادياً بارزاً، إذ تتحول مدينة أبي الجعد خلال أيامه إلى ورشة نابضة بالحياة. فالدور والأسواق تنتعش بشكل لافت، فيما يحرص الحرفيون والتجار على عرض منتجات الصناعة التقليدية والمنتوجات المحلية التي تجذب الزوار. كما تخصص فضاءات لعرض الماشية والمنتجات الفلاحية، مما يمنح الموسم صفة المعرض الاقتصادي الذي يساهم في تنشيط الدورة التجارية بالمنطقة.
وبذلك، فإن الموسم يجسد التقاء الروحاني بالاقتصادي، في انسجام يبرز قدرة الثقافة الشعبية المغربية على الجمع بين التعبير الديني ومتطلبات الحياة الاجتماعية.
أجواء احتفالية مبهرة
كما شكلت عروض الفروسية التقليدية (التبوريدة) إحدى اللحظات البارزة في البرنامج، حيث اصطفت السربات القادمة من مختلف المناطق، لتقدم لوحات فنية استعراضية .

