مراكش بين الإهمال واللامبالاة من طرف مسيريها..و العشوائية في التسيير هي السائدة لحد الساعة..!

العاصمة بريس /الرباط
مراكش المدينة العالمية والمصنفة تراثا عالميا من طرف اليونسكو تعيش اليوم أزمات متتالية في بنيتها التحتية وخدماتها الاجتماعية ومرافقها الحيوية وسط صمت سياسي لافت من طرف عمدتها وغياب اي إستراتيجية واضحة من طرف المجلس الجماعي لمدينة مراكش فالمواطن المراكشي الذي أدلى بصوته في الإستحقاقات الإنتخابية والذي وثق يوما من الايام في “ابنة الصالحين”، يعيش اليوم حالة من الإحباط وعدم وثوقه في الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة من طرف بعض السياسيين الحاليين المسيرين للشأن المحلي بمدينة مراكش ويطرح السؤال.. لماذا قدمت عمدة مدينة مراكش وعود للمراكشيين في الحملة الإنتخابية السابقة ولم تفي بها لحد الآن لساكنة مراكش..!؟
ففاطمة الزهراء المنصوري، رغم نفوذها السياسي وحضورها خارج مدينة مراكش في غالب الأوقات بسبب إنشغالها بوزارة الإسكان والتعمير وحضورها الشبه المحتشم في بعض الدورات للمجلس الجماعي لمراكش لم تنجح بعد في إخراج المدينة من دوامة الاختلالات العشوائية والتسييرية وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة لدى الشارع المراكشي أين الفاعل السياسي الحقيقي الذي وثق فيه المواطن المراكشي؟ وأين الحكامة الجيدة في التسيير والإهتمام بمدينة مراكش كباقي المدن المغربية والتي ربما فاتت مدينة مراكش بسنوات ضوئية ؟ وهل يمكن إنقاذ مدينة مراكش دون إرادة جماعية حقيقية تتجاوز الحسابات الشخصية والحزبية؟
مراكش للأسف تعرف تراجعا خطيرا في بنيتها التحتية وهذا بشهادة الجميع لا مساحات خضراء.. لا شوارع ولا أزقة في المستوى.. مشاريع أخرى ظلت موقوفة التنفيد او مشاريع برمجت وصرفت عليها الملايير من الدراهم وتركت للإهمال والسرقة مثال لا الحصر موقف السيارات بباب الخميس الذي صرف عليه المال العام من المجلس الجماعي وترك عرضة للإهمال والسرقة.. ومحطة العزوزية التي صرفت عليها الملايير بدون إفتتاحها ليومنا هذا.. الأسواق النموذجية وما اكترها بمدينة مراكش دون الإستفادة منها من طرف البائعين المتجولين والذين يحتلون عدة شوارع بمدينة مراكش ويسيئون لها وكأنها قرية وليست بمدينة سياحية وعالمية.. و الأمثلة كثيرة جدا لا يسع ذكرها بالكامل في مقال واحد
مراكش اليوم تحتاج أكثر من مجرد وعود.. تحتاج قرارات شجاعة وكفاءات ميدانية تلبي تطلعات جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده وتحتاج تدبيرا استراتيجيا يُنقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان مدينة مراكش مقبلة على عدة تظاهرات رياضية بعد شهور ولا زالت لم تنجح لحد الآن لكسب الرهان.
لقد أُعطيت” لبنت الصالحين” فرصة تاريخية لترتقي بمدينة مراكش إلى مصاف المدن الذكية وتعيد إليها بريقها العالمي التي كانت عليه قبل ترأسها للمجلس الجماعي لكن الواقع المعيش يقول إن المدينة لا تزال أسيرة منطق الترقيع واللامبالاة ومشاريع المناسبات الموسمية (بعض التظاهرات التي تستضيفها مراكش بين الفينة والأخرى) ومقاربات تنقصها الجشاعة والابتكار.
فمدينة مراكش لم تعرف أي نهوض عمراني ومشاريع سياحة منذ عهد عمر الجزولي رحمه الله الذي بنا ونمى مدينة مراكش وزاد بها رقي في عدة مجالات.. والمراكشيون لا ينكرون إنجازاته كأول عمدة لمدينة مراكش اما اليوم فمدينة مراكش متشوقة لأشخاص وطنيين يحبون المصلحة العامة عوض المصلحة الشخصية.. فمدينة مراكش تستحق احسن ماهي عليه اليوم.