بن بطوش في غرفة نوم غوتيريش: حين تتحول الدبلوماسية إلى مسرحية هزلية”

العاصمة بريس الرباط
العيون منير نافيع

في واحدة من أكثر المشاهد عبثية في تاريخ جبهة البوليساريو، قرر زعيمها إبراهيم غالي، المعروف بـ”بن بطوش”، أن يضيف فصلاً جديداً إلى مسرحية سخيفة طالما أتقنها. بعد أن تسلل سابقاً إلى قمة “تيكاد” في اليابان متخفياً بجلباب جزائري، اختار هذه المرة طريقاً أكثر جرأة وغرابة: اقتحام غرفة نوم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في أحد فنادق تيمور الشرقية!

قد يبدو هذا السيناريو وكأنه جزء من فيلم كوميدي ساخر، لكنه واقع يتجاوز الخيال. في ليلة هادئة، وبينما كان غوتيريش غارقاً في نومه، تسلل “بن بطوش” إلى غرفته ليقوم بما لا يمكن تصوره في عالم الدبلوماسية: التقاط صورة!

ربما اعتقد الزعيم الصحراوي أن هذه الصورة ستكون بمثابة ضربة دبلوماسية قاضية تهز أركان المجتمع الدولي. ولكن، بدلاً من تحقيق هذا الهدف، تحولت الصورة إلى مادة دسمة للسخرية والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكن رد الفعل كما توقعه “بن بطوش”؛ فبدلاً من أن تكون الصورة دليلًا على “نصر دبلوماسي”، أصبحت رمزًا للإفلاس السياسي، وضربة قاضية لسمعة جبهة البوليساريو.

وسائل الإعلام الموالية للجبهة سارعت إلى نشر الصورة بكل فخر، وكأنها تمثل انتصارًا تاريخيًا. لكن الواقع كان مختلفاً تماماً. الصورة أثارت موجة من الضحك والاستهزاء، ليس فقط من خصوم البوليساريو، بل من كافة الأوساط المحايدة. فالجميع أدرك أن هذا التحرك العبثي يعكس حالة اليأس والتخبط التي تعيشها الجبهة في محاولتها اليائسة للبحث عن أي اعتراف دولي.

في النهاية، أثبتت هذه الحادثة أن السياسة ليست مجرد مغامرات عبثية تُدار تحت جنح الليل، بل هي ميدان للأفكار والمبادئ. ومع كل حركة غريبة يقوم بها “بن بطوش”، يتضح أكثر أن مشروعه الانفصالي ليس إلا سراباً يحاول الإمساك به، في وقت تتجاوز فيه الأحداث محاولاته البهلوانية. فالزمن لا يعود إلى الوراء، وأساليبه السخيفة لم تعد تنطلي على أحد.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...