الحقيقة المخفية في حرب فلسطين وإسرائيل

خليفة مزضوضي مدير مكتب جهة مراكش آسفي
في الوقت الذي كانت إسرائيل تعربد وتستعرض عضلاتها على السفن الإيرانية والتركية والروسية في شرق البحر المتوسط بضوء أخضر من الإدارة الأمريكية الجديدة و سي آي إيه،كانت ثلاث أجهزة إستخباراتية أقصد روسيا والصين وإيران تخطط وتنسق فيما بينها بصمت من أجل البحث عن طرق لكبح جماح النفود الإسرائيلي في شرق البحر المتوسط وقطع الطريق عن مخطط فريق جو بايدن بتعويض إنسحاب أمريكا التدريحي من المنطقة بورقة إسرائيل .
يختلفون في الأهداف لكنهم متفقين جميعا في مواجهة نفس العدو الذي يهدد مصالحهم الإستراتيجية في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط لم يكن ممكنا الدخول في صراع مع إسرائيل المدعومة من أمريكا وفرنسا دون تحالف مضاد، هكذا فكرت روسيا وإيران والصين ،هذه الأخيرة سارعت يومين بعد قصف إسرائيل لسفن إيرانية في 26 مارس إلى عقد صفقة تجارية وإقتصادية ذات بعد إستراتيجي خطير جدا يومه السبت 27 مارس 2021 .
تقدر تكلفة الصفقة ب 400 مليار دولار وتمتد صلاحيتها إلى 25 سنة من أهم بنودها حصول الصين وروسيا على منفذ يطل على الخليج العربي في أفق أن تصل إلى الشرق الأوسط مقابل تعزيز الترسانة العسكرية الإيرانية بأحدث الأسلحة الروسية المتطورة ومنها منظومة الدفاع الجوي المضادة للطائرات المسيرة والصواريخ إس 400 ….. إلخ
إضافة إلى الإلتزام بحماية أمن إيران من أي هجوم إسرائيلي في المستقبل على مفاعل تخصيب اليورانيوم .
كانت هذه خطوة أولية قامت بها الصين وروسيا لتأمين ورقة إيران لصالحهم، قبل الإتفاق معها على خلع أنياب إسرائيل بواسطة حركة حركة حماس التي إشترطت تسليحها بكثافة وتوفير الدعم التقني واللوجيستيكي ومساعدتها على توجيه ضربات قوية للمطارات الإسرائيلية .
المخطط الروسي والصيني يهدف بالأساس تحجيم دورها في شرق البحر الأبيض المتوسط وعزلها إقليميا ودوليا وإضعاف قوتها العسكرية وإستنزافها ماليا وتدميرها إقتصاديا في أفق تفكيكها داخلياً على مستوى التيارات اليهودية.
إختبار مدى قوة إستمرار واشنطن على مساعدة إسرائيل ثم إرغامها على التراجع للخلف والإنكماش نتيجة ضربات حركة حماس والفصائل الفلسطينية والتخلي على طموحاتها في إستغلال الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط عامة خصوصاً شرق البحر الأبيض المتوسط و رغبتها في التحكم في تحديد أسعار مرور السفن الدولية بالممرات البحرية .
هدف الإيرانيين محدد في نقطتين أولا التخلص من مضايقة إسرائيل في شرق البحر الأبيض المتوسط .
وثانياً إحراج الدول العربية مع شعوبها من خلال إجبارها على التراجع عن إتفاقيات التطبيع مع إسرائيل أو على الأقل تجميدها مؤقتاً مما سيشكل ضربة قاصمة لإسرائيل من وجهة نظر إيران رغم انني أستبعد حدوث هذا الأمر لعدة عوامل جيو إستراتيجية لايتسع المقال للتطرق لها .
بعيدا عن التحليلات السطحية التي يدعي أصحابها أن إندلاع المواجهات في حي الشيخ جراح بالقدس بين المستوطنيين وساكنة الحي فجر الإثنيين 10 ماي يقف وراءه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإتفاق مع رئيس السلطة الفلسطينية عباس ابو مازن لدواعي إنتخابية ……إلخ
في حين الحقيقة أن إفتعال هجوم المستوطنيين ومحاولة إقتحام حي الشيخ جراح تم تدبيره بعناية كبيرة قبل شهور من طرف اللوبي المالي اليهودي في أمريكا في إطار تفاهمات مع الصين وروسيا مقابل صفقات إقتصادية وتجارية ضخمة وإمتيازات وتسهيلات في شرق البحر المتوسط .
الخميس 29 أبريل 2021 يوسي كوهين مدير الموساد يطير على وجه السرعة إلى العاصمة واشنطن للإجتماع مع اللوبي اليهودي الذي يسيطر على 60٪ من إقتصاد العالم تحت رعاية سي آي إيه للإقناعهم بالعدول عن إتفاقهم مع الصين وروسيا دون أن يقدم لهم أي إغراءات أو صفقات مهمة .
مما تسبب في فشل هذا اللقاء الذي أرادته الموساد أن يظل سريا لكن وليام بيرنز مدير سي آي إيه كان له رأي آخر حيث قرر تسريب خبر وجود يوسي كوهين في واشنطن إلى الصحفية يونا لايبزيون مراسلة قناة الثانية عشر الإسرائيلية في نيويورك التي نشرته في حسابها على تويتر ساعات فقط بعد مغادرة كوهين مطار واشنطن دولس الدولي .
قبل إرغامها على حذفها من طرف الموساد بعد مرورا أربعة وعشرين ساعة فقط(صورة التغريدة في التعليق الأول).
رغم أن المعلومة المسربة إليها كانت مظللة مفادها بأن مدير الموساد إلتقى جو بايدن في البيت الأبيض للتباحث معه في الملف النووي الإيراني وهذا غير صحيح بتاتاً .
هدف سي آي إيه من التسريب كان قطع الطريق على أي سبق صحفي قادم من روسيا أو الصين من باب الإحتياط وكذالك بعث رسائل مشفرة إلى مجتمع المخابرات في المنطقة بأن يوسي كوهين قام بزيارة إلى واشنطن لتفادي وقوع سي آي إيه في مواقف محرجة مستقبلاً مع أصدقائها الذين تجمعها معهم تعاون إستخباراتي ومعلوماتي رفيع المستوى .