محمد فوزي واليا جديدا على مراكش/آسفي لمواكبة مرحلة حساسة تطبعها احتجاجات جيل الشباب

العاصمة بريس /الرباط
علمت الجريدة من مصادر موثوقة أن وزارة الداخلية قررت تعيين محمد فوزي واليا جديدا بالنيابة على رأس ولاية جهة مراكش – آسفي، خلفاً لرشيد بنشيخي، عامل إقليم الحوز، الذي كان يشغل هذا المنصب مؤقتاً منذ إحالة الوالي السابق فريد شوراق على المصالح المركزية.
ويأتي هذا القرار في توقيت لافت وحساس تعيشه المدينة الحمراء، التي شهدت خلال الأيام الأخيرة توترات اجتماعية واحتجاجات شبابية سلمية تخللتها بعض أعمال الشغب في أحياء متفرقة، بالتزامن مع ما بات يُعرف بـ”احتجاجات جيل Z” التي تجتاح عددا من المدن المغربية. ويرى مراقبون أن عودة فوزي إلى تدبير الشأن الترابي بمراكش ليست مجرد تعيين إداري روتيني، بل خطوة محسوبة بعناية من وزارة الداخلية لضمان تدبير محكم لهذه المرحلة الدقيقة واستعادة الاستقرار والثقة في واحدة من أهم الجهات الاستراتيجية بالمملكة.
محمد فوزي، البالغ من العمر 66 عاماً، ليس اسما جديدا على المشهد الترابي المغربي. فهو من أطر وزارة الداخلية المشهود لهم بالكفاءة والخبرة الطويلة في تدبير الملفات الحساسة والمعقدة. سبق له أن تولى منصب والي جهة مراكش – تانسيفت – الحوز وعامل عمالة مراكش، ما يجعله من أكثر المسؤولين دراية بتفاصيل المشهد المحلي وتعقيداته الاجتماعية والاقتصادية. كما شغل مناصب وازنة داخل الوزارة، منها والي كاتب عام لوزارة الداخلية، ووالي مفتش عام للإدارة الترابية، إلى جانب تعيينه سنة 2009 والياً على جهة مكناس – تافيلالت وعاملاً على عمالة مكناس.
المسار المهني لفوزي لم يقتصر على الإدارة الترابية، إذ راكم تجربة مهمة في القطاع الخاص، من خلال مناصب رفيعة داخل مجموعة “أونا” (أمنيوم شمال إفريقيا)، حيث شغل منصب المدير العام لشركة “تراكت أفريكا إنترناسيونال”، ورئيس مصلحة بـ”سوميفير” – قطب المعادن التابع للمجموعة، كما كان من المؤسسين والمسيّرين للشركة المغربية للتوزيع واللوجستيك.
ويرى متتبعون أن هذا التعيين يحمل في طياته رسائل واضحة، أهمها رغبة وزارة الداخلية في الدفع بأسماء ذات وزن وخبرة إلى الواجهة لمواكبة التحولات الاجتماعية التي تشهدها البلاد، وخاصة ما يتعلق بمطالب الشباب واحتجاجاتهم السلمية، وتداعياتها الأمنية والتنموية. كما يُنتظر أن يسهم حضور فوزي في إعادة ترتيب البيت الداخلي للجهة وتعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين، بما يضمن معالجة متوازنة تجمع بين صون النظام العام والاستجابة للمطالب الاجتماعية.
ويُجمع عدد من الفاعلين المحليين على أن محمد فوزي يمتلك المؤهلات اللازمة لقيادة مرحلة دقيقة في مسار جهة مراكش – آسفي، بفضل ما راكمه من تجربة واسعة ومعرفة دقيقة بخبايا الشأن المحلي، ما قد يسهم في إعادة رسم العلاقة بين الإدارة والمجتمع على أسس جديدة قوامها الإصغاء والتواصل والنجاعة في تدبير الملفات.
بهذا التعيين، تعود شخصية وازنة إلى واجهة التدبير الترابي بمراكش، في لحظة تتطلب قدراً عالياً من الحنكة والحكمة لإعادة التوازن والهدوء إلى المشهد المحلي، وفتح آفاق جديدة لمعالجة القضايا الاجتماعية التي أفرزتها دينامية جيل جديد من المحتجين.