التين الشوكي “الهندية” بالمغرب.. الحشرة القرمزية ترفع الأسعار وجهود البحث العلمي تعيد الأمل

العاصمة بريس
يُعتبر التين الشوكي أو الهندية من أبرز المحاصيل الزراعية في المغرب، ومصدر رزق أساسي لآلاف الأسر القروية خصوصًا في مناطق سيدي إفني، كلميم، الصويرة، ودكالة. غير أن هذه الزراعة تعرضت منذ سنة 2014 لضربة قاسية بسبب انتشار الحشرة القرمزية، التي قضت على عشرات الآلاف من الهكتارات وأدت إلى شبه اختفاء الثمار من الأسواق لسنوات.
هذا الوضع انعكس سلبًا على الفلاحين الذين فقدوا مداخيلهم، فيما اضطر المستهلكون إلى دفع أسعار مرتفعة وصلت أحيانًا إلى 5 دراهم للحبة الواحدة.
في مواجهة هذه الكارثة، تدخلت الدولة عبر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) والمعهد الوطني للبحث الزراعي، من خلال برنامج وطني شمل:
**تطوير أصناف مقاومة للحشرة القرمزية (8 أصناف جديدة).
**اقتلاع المغروسات المصابة واستعمال مبيدات معتمدة.
**إدخال مكافحات حيوية مثل الخنافس.
**تأطير الفلاحين وتزويدهم بالتجهيزات.
وقد مكنت هذه الجهود من إعادة غرس آلاف الهكتارات بأصناف مقاومة، مع برنامج توسعي يهدف إلى استعادة الإنتاج بشكل تدريجي. غير أن العرض في الأسواق ما يزال محدودًا، وهو ما يفسر استمرار ارتفاع الأسعار في الوقت الراهن.
ورغم حجم الخسائر، فإن عودة التين الشوكي إلى الحقول والأسواق المغربية باتت ممكنة بفضل البحث العلمي والمجهودات المشتركة بين الدولة والفلاحين. ويظل التحدي اليوم في تسريع إعادة تأهيل هذا القطاع وضمان استدامته، حفاظًا على ثمرة تراثية تمثل بعدًا زراعيًا واقتصاديًا وثقافيًا للمغرب.