التساقطات المطرية الأخيرة ترفع من حجم الآمال لدى الفلاحين بالمغرب ..الخبير في المناخ محمد بنعبو يوضح..

العاصمة بريس/الرباط
ش م..أكادير

ساهمت التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها مختلف مناطق المغرب خلال بداية الأسبوع الجاري في بعث الأمل من جديد لدى الفلاحين، بعد موسم شتوي اتسم بالجفاف وندرة الأمطار. وقد اعتبر خبراء ومهنيون أن هذه الأمطار جاءت في الوقت المناسب، وستكون لها آثار إيجابية على القطاع الفلاحي والموارد المائية بشكل عام.

وفي هذا السياق، قال محمد بنعبو، خبير في المناخ والتنمية المستدامة، في تصريح لجريدة “العلم”، إن التساقطات المطرية التي عرفتها المملكة خلال شهر ماي الجاري، غيرت الوضعية المائية لمجموعة من الأحواض والسدود التي شهدت انتعاشا ملحوظا في ظرف وجيز، حيث بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود 40.2 في المائة إلى غاية 12 ماي 2025.

وأشار بنعبو إلى أن بعض السدود المهمة عرفت ارتفاعا كبيرا في حقينتها، مثل سد سيدي محمد بن عبد الله الذي بلغ 68 في المائة، وسد المنصور الذهبي 50 في المائة، فيما بلغت نسبة ملء سد للا تاكركوست 32 في المائة. وأضاف أن هذه الأمطار ستعزز الغطاء النباتي وتوفر الكلأ للقطيع، ما سينعكس إيجابا على مربي الماشية خاصة الفلاحين الصغار.

من جانبه، أوضح الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية، أن الحالة الجوية الحالية بالمغرب تصنف كحالة ربيعية غير مستقرة نتيجة وجود منخفض جوي في الطبقات العليا من الجو متمركز بعرض المحيط الأطلسي، يعمل على ضخ هواء بارد في الطبقات العليا للجو.

وأكد يوعابد أن هذه الأمطار ساهمت في بعث نوع من الارتياح في صفوف الفلاحين، خصوصا على مستوى الزراعات الربيعية والقطاني والحبوب التي ستكون المستفيد الأكبر من هذه التساقطات، حيث ستساعدها على النمو في ظروف جيدة، كما ستسرع من وتيرة إنبات الزراعات الربيعية.

وفي السياق ذاته، حذر عبد الإلاه شهبون، خبير في المناخ، من الإفراط في التفاؤل، مؤكدا في تصريح لـ”العلم” على ضرورة الاستمرار في اتخاذ الحيطة والحذر مع رفع مستوى اليقظة بشأن استعمال الموارد المائية، خاصة وأن المغرب لا يزال يعاني من إجهاد مائي بنيوي يستدعي التعامل بعقلانية مع المخزون المائي الحالي.

أما على مستوى الأحوال الجوية المقبلة، فتتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية استمرار الأمطار الرعدية محليا إلى غاية يوم أمس، خاصة في مناطق الريف والأطلس المتوسط، مع انخفاض نسبي في درجات الحرارة على المرتفعات وارتفاعها في باقي المناطق. كما يتوقع أن تعرف الأجواء ابتداء من اليوم الخميس استقرارا نسبيا، مع قطرات مطرية متفرقة صباحا في الشمال وطقس دافئ جنوبا، ورياح قوية بالسهول والأقاليم الصحراوية، على أن يكون الطقس مستقرا نسبيا من الجمعة إلى الثلاثاء المقبل مع ارتفاع درجات الحرارة يومي الجمعة والسبت، يليها انخفاض تدريجي.