فن الزليج تراث حي وعريق بتاريخ المغرب

العاصمة بريس_الرباط.
متابعة: غيثة هيمص.
تطور فن الزليج المغربي في العصور الوسطى منذ القرن الحادي عشر، و ازدهر خلال حكم بني نصر و بني مرين عندما تم إدراج الألوان الأزرق و الاخضر و الاصفر اما اللون الأحمر فقد تم إدراجه في هذا الفن في القرن السابع عشر.
أن تحول طينا أو صلصالا ميتا لا حركة فيه إلى قطعة فنية جميلة فهذا هو الابداع و الفن بحق و نظرا لخصوصيته يستقطب الزليج المغربي اهتمام الفنانين التشكيليين و المهندسين المعماريين و عشاق الثرات و الاصالة.
و تعتبر حرف الزليج التقليدي مهنة دقيقة و معقدة تتطلب مهارات متميزة ،و دراية واسعة بمختلف مراحل الإنتاج قبل أن تصبح منتوجا نهائيا و بجودة عالية ،و هي حرفة تقليدية فنية عريقة تعد من الأشكال الاكتر تعبيرا أو ارتباطا بالمعمار المغربي، اذ صنفها بعض المعلمين القدامى بأنها أجمل و أحسن الحرف العربية.
صحيح أن صناعة الزليج المغربي تعتمد على آليات و أدوات غاية في البساطة، لكن ما يميزها بشكل خاص هو أنها تمارس من قبل معلمين مبدعين ثوارثوا هذه الحرفة و ذلك الشغف أبا عن جد ليساهموا بذلك في الحفاظ على هذا الثراث الأصيل والفريد من نوعه، إذ يكمن سر شهرة و انتشار الزليج المغربي في كون الصانع المغربي استطاع التأقلم مع متغيرات العصر محتفظا بطابعه التقليدي وبخصوصيته المبدعة استطاع هذا الفن أن يظل و يتجدد يوما بعد يوم حتى أصبح ملهما لشركات عالمية.
وتشتهر عدة مدن بصناعته إذ تتربع مدينة فاس على قائمة المدن المغربية في مجال الزليج حيث كانت و لا تزال موطنا رئيسيا لمزاولة هذه الحرفة، و هو ما يتجسد في المآثر التاريخية المتواجدة بالعاصمة العلمية للمملكة.
و يمكن القول أيضا أن الزليج الفاسي يعد الأشهر على الصعيد الوطني بفضل جودته و جماليته و اصالته و أشكاله المزخرفة و ألوانه المتعددة، لكونه كذلك يعتمد على إبداع ومهارة الصانع و خبرته.