حملة تحرير الملك العمومي بمدينة الخميسات تضع حدا للفوضى وسط المدينة وأرجائها .
العاصمة بريس/ بالرباط
الحاج غليمي.
في خطوة جريئة واستثنائية، شهدت مدينة الخميسات حملة واسعة لتحرير الملك العمومي من الاحتلال العشوائي، خصوصا وسط سويقة حومة الشومور التابعة نفوذا للمقاطعة الأولى حي السلام ، التي كانت تعيش منذ أزيد من عشرون سنة على وقع مظاهر فوضوية أثرت سلبا على جمالية المدينة وحركية المواطنين وحقوق الساكنة في استعمال الفضاء العام , وقد جاءت هذه الحملة بتعليمات صارمة من السيد عامل إقليم الخميسات وبتنسيق مباشر مع رجال السلطة المحلية ، وعلى رأسهم قائد المقاطعة الأولى بحي السلام الذي دخل مقر عمله وهو يحمل في يده الجرافة ، في صورة رمزية أثارت إعجاب المواطنين، وأظهرت الجدية في التصدي لكل مظاهر التسيب والعشوائية , هذه الحملة استهدفت عددا من الباعة المتجولين الذين كانوا يحتلون الأرصفة والأزقة بشكل غير قانوني ومن بينهم بعض المنحرفين الذين استغلوا وضعية الفوضى لمراكمة أرباح على حساب النظام العام ، بل إن بعضهم قام بإغلاق محله التجاري قبل انطلاق الحملة بيوم واحد، بعد مشاهدته لعامل الإقليم يتجول شخصيا في الشوارع دون بروتوكول رسمي رفقة باشا المدينة ومدير ديوانه , كما تعد هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها المواطنون عامل الإقليم يخوض جولة ميدانية بهذا الشكل المباشر، مما أعطى الحملة زخما قويا ورسالة واضحة بأن زمن التساهل مع الفوضى قد ولى , كما يعزى الفضل الكبير في نجاح هذه المبادرة إلى قائد المقاطعة الأولى بحي السلام الذي لم يجامل أي مخالف وتعامل بحزم مع كل أشكال التعدي على الملك العمومي سواء من طرف الباعة المتجولين أو أصحاب المحلات التجارية الذين يوسعون أنشطتهم بشكل عشوائي لدرجة أن المواطن أصبح يمشي وسط الشارع لأن الرصيف تم استغلاله من طرف بعض المحلات التجارية , وقد عبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لهذه الخطوة وطالبوا باستمرارية الحملة، عبر إخضاع كافة المخالفين لاحترام الضوابط القانونية، وممارسة أنشطتهم داخل الأسواق النموذجية التي أحدثت خصيصا لتنظيم التجارة وضمان حق الجميع في الاستفادة من المجال العمومي في إطار من النظام والقانون , هذه المبادرة إن استمرت بنفس الحزم والمتابعة كفيلة بإعادة الاعتبار لمدينة الخميسات، وجعلها فضاء حضريا أكثر تنظيما وجاذبية لساكنتها وزوارها .
