حوار تشكيلي بين ضفتي المتوسط: معرض مشترك للإمام دجيمي وسيرج فيلي بأكادير

العاصمة بريس/الرباط
مصطفى اشباني/أكادير

بتعاون مع الجماعة الترابية لأكادير، ينظم ملتقى إيزوران نوكادير معرضًا تشكيليًا مشتركًا يجمع بين فنانين من ضفتي المتوسط: الأستاذ الإمام دجيمي من المغرب، وسيرج فيلي من فرنسا، تحت تيمة:
“انطباعات فنية عبر رؤى عن المغرب”،
وذلك يوم الجمعة 23 ماي 2025 ابتداء من الساعة السادسة مساءً، بفضاء العروض برواق حديقة أولهاو بحي تالبورجت بأكادير.

يمتد المعرض إلى غاية 15 يونيو 2025، ويعد تجربة فنية متميزة تسعى إلى تأسيس حوار تشكيلي بين فنانين من أوروبا وإفريقيا، وتعزيز التقارب والتفاعل الثقافي بين الشعوب من خلال الفنون البصرية. والدعوة مفتوحة أمام عموم المهتمين والفنانين والجمهور الأكاديري.

حوار الرؤى… تشكيلاً

منذ القدم، كانت مدينة أكادير بوتقة للانصهار الثقافي والإنساني، عبر لقاءات وتبادلات إبداعية جمعت فنانين من ضفتي المتوسط. ومن هذا المنطلق، تسعى النسخة ما قبل الأولى من هذه التظاهرة إلى إطلاق دينامية فنية جديدة، تهدف إلى تلاقح التجارب وتكثيف التبادل الثقافي والفني بين المبدعين من ضفتي المتوسط، في أفق إرساء موعد سنوي دائم للحوار التشكيلي.

يروم هذا المشروع الفني إلى تجميع الخبرات وتعزيز تبادل الإبداعات الفنية، في أفق ترسيخ أعراف جديدة تؤسس لحوار ثقافي بين مجتمعات أوروبا وإفريقيا.

الفنان الإمام دجيمي: من الصحراء إلى اللوحة

يُعد الفنان الإمام دجيمي أحد أبرز التشكيليين المنحدرين من مدينة أكادير، متجذرًا في الثقافة الحسانية ومتأثرًا بروافد التراث الأمازيغي، ما يمنح أعماله غنى تعبيريًا وعمقًا رمزيًا. فنان شغوف بالتعبيرات الجمالية الحرة، يرى في الفن التشكيلي وسيلة للنضال من أجل صون الذاكرة البصرية، خصوصًا عبر اهتمامه الخاص بفنون النقوش الصخرية في الجنوب المغربي.

يتميز أسلوبه بالجمع بين الأصالة والابتكار، ويزاوج في أعماله بين الأشكال الهندسية المستلهمة من الذاكرة الصخرية، والتعبير الحر المتجذر في عمق الثقافة المحلية. وقد حظيت أعماله باعتراف واسع داخل المغرب وخارجه، ويُعد من الأسماء البارزة في المشهد التشكيلي من سوس إلى أقصى تخوم الصحراء.

سيرج فيلي: الواقعية الساحرة في حب أكادير

أما الفنان سيرج فيلي، فهو فنان فرنسي من باريس، بدأ علاقته مع أكادير سنة 1968، حين حل بها شابًا طموحًا اشتغل في مؤسسات سياحية شهيرة مثل “كلوب ميد” و”فندق الأطلس”. وبعد مسار مهني طويل بملهى “مولان روج” في باريس، عاد بعد التقاعد إلى أكادير وهو يحمل في جعبته شغفًا جديدًا: الرسم الواقعي المبني على الصورة.

يعتمد سيرج فيلي في أعماله على التقاط صور واقعية لمشاهد الحياة اليومية في المغرب، من شماله إلى جنوبه، ليعيد إنتاجها تشكيليًا عبر تقنية عالية الدقة. يستخدم أدوات رقمية متقدمة، ويضفي على أعماله مسحة فنية مفرطة في الواقعية، مما يخلق لوحات مدهشة في دقتها وجمالياتها.

فنان عصامي بدأ رحلته التشكيلية بعد سنة 2009، وصار اليوم أحد الوجوه المميزة في المدرسة الواقعية الجديدة، حيث يعمل على تجميل الحدود بين الواقع والتمثل الفني بأسلوب بصري أخّاذ.

دعوة للتأمل والتقارب

هذا المعرض ليس فقط لقاءً بين فنانين، بل هو مناسبة للتأمل في رؤى تشكيلية مختلفة حول المغرب، ومحطة لتقريب المسافات بين الثقافات عبر الفن. يشكل هذا الحدث لبنة أولى في مشروع فني طموح، يعكس روح الانفتاح التي ميزت مدينة أكادير على مر العصور، ويكرس الفن بوصفه لغة عالمية للتواصل والحوار.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...