أحزاب الأغلبية تتسابق على “الإحسان العمومي او الانتخابي” في تحد لمرسوم منع استغلال المساعدات

العاصمة بريس /الرباط

تحولت صورة من إحدى المقرات التابعة لحزب الإستقلال بمدينة الجديدة وهي ممتلئة بمعونات وقفف رمضانية إلى قضية رأي عام، بعدما فجّرت تساؤلات حول استغلال المساعدات الإنسانية لخدمة أجندات سياسية، في وقت صادقت فيه الحكومة، قبل أيام فقط، على مرسوم يمنع توزيع التبرعات لأغراض حزبية أو انتخابية ،في وقت تصاعدت فيه الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى نشطاء أن الصمت الرسمي يزيد من الشكوك حول استغلال العمل الخيري لأهداف حزبية، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

المثير في هذه القضية أن الحكومة صادقت، قبل أسبوع واحد فقط، على **المرسوم رقم 2.25.152**، المتعلق بتطبيق **القانون رقم 18.18**، الخاص بتنظيم عمليات جمع التبرعات وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية، والذي قُدم من طرف وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت. وينص القانون، الذي صدر سنة 2022، على ضرورة الحصول على ترخيص مسبق لجمع التبرعات، ويمنع استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية أو تجارية، تحت طائلة غرامات تصل إلى **500 ألف درهم**.

لكن رغم هذا الإطار القانوني الصارم، لا تزال الأحزاب تتسابق نحو “الإحسان الانتخابي”، مستغلة ضعف الرقابة الميدانية، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول جدوى هذه القوانين إذا لم تجد طريقها إلى التطبيق الفعلي.

القضية تفتح الباب أمام إشكالية أعمق، تتعلق بفقدان الثقة في أي مبادرة خيرية، إذ بات المواطن المغربي يتساءل عمّا إذا كانت التبرعات تأتي بدافع التضامن الإنساني أم أنها مجرد **رشاوى انتخابية مغلفة بشعارات الإحسان**، في مشهد يرسّخ أزمة الثقة في العمل السياسي، ويؤكد أن الإشكال لم يكن في غياب القوانين، بل في عدم تفعيلها بحزم لمنع تلاعب الأحزاب بمعاناة الفئات الهشة.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...