أَنَا الْمَغْرِبُ ( الشاعر الجزار الأنيق )

أَنَا الْمَغْرِبُ
أَنَا مَغْرِبٌ فَوْقَ الغُرُوبِ ضِيَائِي
شَمْسٌ مَنَ الْبُوغَازِ لِلصَّحْرَاءِ
قِمَمُ الْجِبَالِ الْأَطْلَسِيَّةِ هَامَتِي
وَ النَّجْمُ وَ الحْمْرَاءُ فَخْرُ رِدَائِي
أَنَا مَغْرِبٌ وَ الْاِسْمُ مِلْءُ خَرِيطَتِي
مِيمٌ بِوَجْدَةَ فِي الْگِوَيْرَةِ بَائِي
أَنَا فِي القُرُونِ جَمَعْتُ مِنْهَا دَسْتَةً
وَ أَجُرُّ تَّارِيخًا يَطُولُ وَرَائِي
لَمْ تُرْفَعِ الْأَقْلَامُ عَنْ أُسْطُورَتِي
مَا جَفَّتِ الصَّفَحَاتُ لِلْأُدَبَاءِ
مِنْ أَلْفِ عَامٍ ، مِنْ هُنَا لِعُرُوبَةٍ
الْمَجْدُ يَحْبُو قَدْ مَشَى بِلِوَائِي
أَنَا لِي بِطَنْجَةَ طَارِقٌ وَ سَفِينُهُ
لِي يُوسُفُ الزَّلَّاقَةِ الْحَمْرَاءِ
أَنَا فِي دِمَشْقَ وَ فِي الْعِرَاقِ حَمَلْتُهُ
عَرْشَ الْخِلَافَةِ رُغْمَهَا أَعْبَائِي
أَنَا مَنْ عَلَى الْعُثْمَانِيِّينَ وَ حُلْمِهِمْ
مَاءً قَطَعْتُ بِوَجْهِهِمْ أَضْوَائِي
أَنْا مَنْ حَرَقْتُ كَتَائِبِي، وَ فَدَيْتُهُ
أُكْتُوبَرَ الْْجُولَانِ بِالشُّهَدَاءِ
فِي أَيِّ سَطْرٍ إِنْ قَرَأْتَ بُطُولَةً
أَنَا مَنْ كَتَبْتُ حُرُوفَهَا بِدِمَائِي
إِنَّ الزَّمَانَ كَمَا يُقَبِّلُهَا يَدِي
يَهْوِي وَ يَحْنِي الرَّأْسَ تَحْتَ حِذَائِي
أَنَا فِي الرِّبَاطِ رَبَطْتُ أَحْصِنَتِي وَ مِنْ
أَطْرَافِ مَمْلَكَتِي سَمِعْتُ نِدَائِي
سَيَّرْتُ طُوفَانًا إِلَى صَحْرَائِهَا
وَ الرَّمْلُ قُدْسُ مَسِيرَتِي الْخَضْرَاءِ
أَنَا لَنْ يَضِيعَ الْحَقُ حَبَّةَ خَرْدَلٍ
في سَبْتَتِي وَ امْلِيلْيَتِي أَجْزَائِي
أَنَا مَغْرِبٌ وَ التُّرْبُ بُؤْبُؤُ أَعْيُنِي
لَوْ فِي الْتُّرَابِ بَدَأْتَهُ اِيذَائِي
سَتَطِيرُ مِنْ فَوْقِ يَا الجَهُولِ جَهَالَتِي
وَ يَزِيدُ مِنْ فَوْقِ الْعَمَاءِ عَمَائِي
تِلْكُمْ حُدُودُ اللهِ لَا تَقْرَبْ لَهَا
طَيْرُ الْأبَابِيلِ الَّتِي بِسَمَائِي
أَنَا فِي الْحُدُودِ مَجَازِرِي وَ مَجَامِرِي
كَبِدُ الْغُزَاةِ عَلَيْهِ حَفْلُ شِوَائِي
فِي الْمَغْرِبِ الْأَكْتَافُ تُرْخِي حِمْلَهَا
وَ يَقُولُ هَلْ مِنْهُ الْمَزِيدُ إِبَائِي
الْمَغْرِبِيُّ كَسَعْفَةٍ بِثُمُورِهَا
يَهْتَزُ جِدْعُهُ نَخْلَةَ الْفُقَرَاءِ
وَ يَنَامُ ضَيْفُهُ لَا تَنَامُ جِمَارُهُ
هُوَ فِي الضِّيَافَةِ حَاتِمُ الكُرَمَاءِ
وَ الْمَغْرِبِيَةُ فِي الْأُنُوثَةِ اِسْتَوتْ
عَرْشَ الْجَمَالِ بِدَوْلَةِ الْحَوَاءِ
فَالْأَطْلَسِيَّةِ لِلْمَرَايَا لَوْ دَنَتْ
هَيْهَاتَ تُنْسَخُ صُورَةُ الْحَسْنَاءِ
الْحُسْنُ كَالْأَرْغَانِ يَنْبُتُ مِنْ هُنَا
مِنْ حُورِيَاتِ الْأَرْضِ كُلُّ نِسَائِي
أَنَا مَغْرِبّ إْنْ شِئْتَ خَيْرِي عَامِرٌ
إْنْ شِئْتَ شَرِّي قَدْ مَسَكْتَ خَوَائِي
أَنَا بِالذِّرَاعِ الْمَغْرِبِيَّةِ هَارسٌ
يَتَفَتَّتُ الْجُلْمُودُ عِنْدَ لِقَائِي
أَنَا بِالْعُيُونِ الْأَطْلَسِيَّةِ مُلْهِمٌ
يَتَنَفَّسُ الشُّعَرَاءُ مِنْ أَجْوَائِي.
الجزار الأنيق .