كرسيف:تقرير الندوة العلمية المنظمة بفضاء الذاكرة التاريخية بكرسيف تخليدا للذكرى 70 لثورة الملك والشعب.. 

العاصمة بريس /الرباط

ادريس زعوم

تخليدا للذكرى السبعين لثورة الملك والشعب، نظمت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بجرسيف، بتنسيق مع فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير والمجلس العلمي المحلي ندوة علمية، تحت شعار “ثورة الملك والشعب: ميثاق متجدد ونهضة مستمرة”،وذلك صباح اليوم السبت 19 غشت 2023..

افتتحت الندوة بترديد النشيد الوطني، بعدها تناول الكلمة المنظمون وشددوا على أن ثورة الملك والشعب، هي محطة تاريخية بارزة في مسيرة النضال الوطني الذي، خاضه الشعب المغربي عبر أجيال متعاقبة لصد الاعتداءات الاستعمارية، فقدموا نماذج رائعة في تاريخ الكفاح الوطني، وأعطوا المثال على قوة الترابط بين مختلف مكونات المجتمع المغربي وقواه الحية، واسترخصوا دماءهم دفاعا عن مقدساتهم الدينية وثوابتهم الوطنية..

بعدها قدم الأستاذ معاد اليعكوبي، باحث في تاريخ المغرب المعاصر، مداخلة بعنوان “ثورة الملك والشعب (20 غشت 1953): السياق والتحول والرمزية، طرح فيها العديد من المعطيات التاريخية، يمكن إجمالها في:

– ثورة الملك والشعب محطة حاسمة في مسيرة بناء المغرب المعاصر والراهن؛

– المجتمع المغربي وقواه الحية _إلى حدود عشرينيات القرن العشرين_ لم يكونوا يخلدون سوى الأعياد الدينية، وخلال الثلاثينيات سيتغير هذا الطرح ويتوجهون إلى الاحتفاء بالأعياد والذكريات الوطنية؛

– تميزت فترة نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات بتوطد العلاقة بين الشعب المغربي بمختلف شرائحه والسلطان محمد الخامس، الأمر الذي دفع الإقامة العامة الفرنسية إلى محاولة تفكيك هذا الرباط، من خلال إغلاق فضاءات التعبير المدني وحل التنظيمات والصحف الوطنية، مما جعل العرش يصطدم مع السلطات الاستعمارية إلى حد رفض السلطان توقيع الظهائر (إضراب الخاتم)، وبلغ الصراع أقصى مستوياته حين قررت السلطات الاستعمارية الفرنسية نفيه في 20 غشت 1953. ما خلف ثورة الملك والشعب؛

– سعت السلطات الاستعمارية خلال الفترة التي سبقت ثورة الملك والشعب إلى القضاء على الحركة الوطنية، حيث قاد الضباط السامون والدبلوماسيون وممثلو كبار المعمرين حملة شرسة ضد العمل الوطني، فعلى سبيل المثال تم قمع المظاهرات المنددة باغتيال النقابي التونسي فرحات حشاد سنة 1952، بالمقابل قام محمد بن يوسف بتصعيد نبرة الخطاب في مراسلاته الموجهة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية لإلغاء نظام ما عرف بالحماية والدعوة لوضع حد لمسلسل القمع وضرورة إقامة حكومة مغربية مستقلة وبناء علاقة قائمة على مبدإ تكافئ السيادة؛

– قابل الشعب المغربي حدث نفي السلطان محمد الخامس بردود فعل قوية، تمثلت في القيام بأعمال فدائية ضد السلطات الاستعمارية والمتعاونين معها وإحراق محاصيل المستوطنين ومتاجرهم ومقاطعة البضائع الفرنسية ومهاجمة الثكنات والمستودعات العسكرية؛

– قدم الشعب المغربي قوافل من الشهداء والتضحيات في سبيل عودة الملك والحرية والاستقلال، من ضمن الشهداء الذين توقف عندهم الباحث: أحمد الحنصالي ومحمد بن بريك (اسمه الحركي حمان الفطواكي) ومحمد الزرقطوني

– ثورة الملك والشعب تعبير أطلقه محمد الخامس في ذكراها الثالثة بعد عودته من مدغشقر؛

– ساهمت هذه المحطة بشكل كبير في التسريع باستقلال المغرب وأكدت على الشرعية الدينية والسياسية للعرش..

ختم الباحث مداخلته بالقول إن روح ثورة الملك والشعب يجب أن تظل قائمة وأن تشكل حافزا للمضي على درب التقدم والتنمية لوطننا العزيز..

بعدها قدم الأستاذ عبد الصمد أزروال، باحث في التاريخ والتراث، مداخلته التي تحمل عنوان “جوانب من شخصية الشهيد علال بن عبد الله ومساهمته في حدث ثورة الملك والشعب”، توقف فيها عند سيرة علال بن عبد الله، وتطرق إلى أن علال بن عبد الله ولد بجرسيف سنة 1916 وانتقل إلى تازة ثم إلى الرباط، ونسج علاقات مع عدد من الوطنيين بفضل أخلاقه الحميدة ومبادئه، إذ تميز بغيرته على وطنه، وتشبثه بالمقدسات الدينية والوطنية. تم اغتياله من طرف السطات الاستعمارية، خلال محاولته اغتيال محمد بن عرفة، بعد أن تم نفي السلطان الشرعي محمد الخامس..

كما عرفت الندوة مداخلة قيمة، ألقاها عضو جيش التحرير بمنطقة جرسيف، الحاج محمد الصادقي، حكى فيها عن تجربته في الكفاح الوطني وكيف قام إلى جانب رفاقه في جيش التحرير، بالقبض على 03 عسكريين فرنسيين وتسليمهم لقيادة جيش التحرير (عباس المساعدي تحديدا) ثم بعدها إرسالهم إلى الرباط،و بعد تدخل السلطان محمد الخامس الذي استقبلهم بالرباط سلمهم لعائلاتهم، حسب شهادة الحاج الصادقي..




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...