خطاب يرفع سقف التحدي .

شكل خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش فرصة أخرى لمد يد أواصر الأخوة التي لاتخضع للحسابات الضيقة ولا للإملاءات الخارجية كما يفعل القائمون على سياسة دولة الجزائر الشقيقة .هذه المبادرة التي تصر مرة أخرى على إعادة تجسير علاقة الأخوة والجوار بين البلدين لأنها بالضرورة عوامل يفرضها واقع التاريخ والجغرافية . وهي اشارة ترفع السقف بنوع من النضج والحكمة لتحرج خصوم وحدتنا الترابية.لامناص من الرضوخ لهذا الخيار .لأن حتمية الاشتغال على مستقبل ووحدة الشعبين تفتح آفاق المصير المشترك وتشكل بلاشك خطوات تحتاج من الطرف الآخر تقديرها واعتبارها قيمة مضافة لانتحرج من المطالبة بها والافتخار بها.لقد عشنا بشكل عفوي غير خاضع للحسابات السياسية الضيقة خروج الشعب المغربي عن بكرة ابيه رافعا اعلام بلد الجزائر بمناسبة الفوز بكاس افريقياولن ننس كذلك خروج الشعب الجزائري بكل تلقائية وعفوية بمناسبة وصول منتخبنا لنصف نهائي كأس العالم بقطر. وهي صور تجيب على كل من يشكك او يحاول زرع بذور الفتنة و التفرقة بين الشعبين .كلمات صاحب الجلالة احرجت بمدلولها دولة الجوار لأننا امام معادلة صعبة تتجسدفي كون شعبين شقيقين يناصر بعضهما البعض واعلى سلطة في المغرب تجدد الدعوة لفتح الحدود ونظام الجزائر وجد نفسه لوحده معزولا مرة أخرى في الزاوية ، عدم التقاطه للاشارةالإيجابيةالتي كلما اتيحت فرصة وجه العاهل المغربي الدعوة مجددا . وهو يؤطر في خطابه السامي مجموعة من مقومات القوة للشعب المغربي من خلال انجاز قطر الذي اعلى من شأن موقع الدولة في علاقتها بالانجازات الدولية التي مكنت المغرب من احتلال مواقع مهمة وهو يشيد بابناء الوطن الذين شرفونا في الشق الرياضي وهو امر مهم يرتكز أساسا على الصدق والجدية والكفاءة وغيرها من الصفات التي مكنت الدولة المغربية من تحقيق عدة مؤشرات تبرهن على قوة ومكانة بلدنا في الجانب الاقتصادي.
لقد ركز في معرض حديثه على لازمة مهمة ورئيسية يجب التقاطها والتركيز عليها ومن مسؤوليتنا جميعا الحرص عليها (صنع بالمغرب ) وهي ذات حمولة وطنية قوية تعزز من الانتماء للوطن ولبلد المغرب .كما وجه كلمته بعد تسجيل انفراج في الجانب الاقتصادي رغم الجفاف وغلاء الاسعار واعطى تعليماته بتسريع الورش الاجتماعي والالتفات للاسر المعوزة والاطفال الذين يعيشون ظروفا صعبة لاتخفى على أحد .مع تبني سياسة التتبع للمشاريع حتى تعود على الوطن بالنفع العام خدمة للمواطنين والمواطنات .كما نبه جلالته انه لاتساهل مع هدر الماء وغياب الحكامة في تدبيره.
تناول الخطاب الملكي اربع عناوين كبرى نراها تشكل خارطة الطريق للمستقبل لا محيد عنها .أولا نظرا لما يعرفه العالم من اهتزاز في منظومة القيم والمرجعيات وتداخل العديد من الأزمات.فان المغرب وشعاره الأبدي الخالد(الله الوطن الملك ) يرتكز على قيمة الجدية بمعناها المغربي الأصيل والتشبت بها كامر ضروري لوحدة الاسرة والمجتمع .ثانيا التشبت بالوحدة الوطنية والترابية للبلاد .ثالثا صيانة الروابط الاجتماعية والعائلية.من اجل مجتمع متضامن ومتماسك . رابعا مواصلة مسارناالتنموي من اجل تحقيق التقدم الاقتصادي وتعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية .
بعدجردهذه المرتكزات الأربع طمأن العاهل المغربي بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية انها تعيش وضعية مطمئنة مرسلا بذلك مرة اخرى اشارات ايجابية اتجاه الشعب الجزائري قيادة وشعبا وان المغرب لن يكون مصدر شر او سوء اتجاهه كما نحرص دوما على روابط الاخوة والمحبة بين البلدين .
خطاب العرش لم يخرج عن دوره المهم كمؤطر وموجه للسياسة العامة سواء الداخلية منها للمكونات السياسية للتحلي بنوع من الجدية خدمة لمصلحة الوطن واستكمالا لكل الأوراش الملكية التي مافتئ صاحب الجلالة يفتحها في ربوع المملكة وعلى مكونات الحكومة التقاط الاشارة من اجل القيام بدورهااحسن قيام والجواب على انتظارات المواطنين. وبخصوص السياسة الخارجية فلايخفى على الجميع الانجازات المتميزة والنوعية التي حققتها الديبلوماسية المغربية ونحن نعيش أجواء الانتصار الأخير المتوج باعتراف اسرائيلي بقضيتنا العادلة المتجسد في وحدتنا الترابية .
ذ ادريس المغلشي .




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...