لقد افسدت الديربي ياجيد ..!

لست من هواة متابعة البطولة الوطنية لاعتبارات كثيرة اهمها انها لاتساهم في بناء المنتخب المغربي الذي حقق انجاز قطر على الأقل بالمقارنة مع المبالغ المرصودة لها من طرف جامعة لقجع الذي يبدو كريما معها دون باقي القطاعات على الأقل في مهمته الوزارية.لكن ما اثار انتباهي وانا اتابع الديربي مع تحفظي على هذه الكلمة لان حدث الأمس بعيد كل البعد عن الفرجة ومع احترامي للجمهورين وبالخصوص الرجاوي الذي يبدو في كثير من رسائله منجسما مع قناعاته ومايعانيه المجتمع وكيف تحول من جمهور يعشق الكرة إلى حامل لرسالة. كما أن مقاطعة الجمهور الودادي لحضور المقابلة بدعوى غلاء التذكرة (حسب اذاعة خاصة) يعطي صورة نبيلة أننا نعيش غلاء في كل مناحي الحياة والحل الأمثل هو المقاطعة وهو شيء جميل وملفت ،اتمنى ان يلجأالمواطن المغلوب على أمره في ظل هذا التخبط لهذا السلاح الناجع والمؤثر .
لكن مادفعني لتناول هذاالموضوع ملاحظات اثارت كثيرا من الفضول والتحليل . المقابلة تعكس كثير من المؤشرات التي نعيشها كشعب في إطار التنافس اليومي والتدافع .
من حقنا التساؤل .لماذا يتم اختيار الحكم جيد بالضبط لمثل هذه المقابلات ألا يوجدحكام آخرين قادرين على هذه المهمة الصعبة ؟ هناك من سيجيب ان الحكم جيد هوالمؤهل الوحيد لهذه المحطة دون غيره ،مما يؤشر على ان الجامعة لم تستطع انتاج وتوفير بدائل اخرى تحل محل هذه الصورة النمطية والتي تتكرر في مثل هذه المناسبات بل وتخدم حسابات و أجندات وتوازنات معينة تنتفي معها الموضوعية والتنافس الشريف. لقد لاحظنا أن عملية الاختيار المرتبطة بالحكم جيد أفرزت عدةاختلالات همت القرارات التحكيمية على وجه الخصوص ،من خلال تسييره للمقابلة والتغاضي عن أخطاء كثيرة وترجيح كفة فريق الوداد على فريق الرجاء ولاحاجة لتحديدها يكفي اعادة متابعة المقابلة لتقف على الاخطاء الفادحة.إن إضافة ثمان دقائق في نهاية الشوط الثاني امر مبالغ فيه بل الأسوأ منه داخل هذه المدة يتم التغاضي عن خطأ واضح بعده مباشرة في هجوم معاكس يتخذ قرار ضربة جزاء لصالح الودادمشكوك في صحتهالتنفذفي الدقيقةالثانية بعد المائة.مع ملاحظة كون الواداد لاتعدل النتيجة طيلة المباراة إلا في الوقت الإضافي سواء في الشوط الأول أو الثاني .
كل هذه الأجواء المشحونة بالتوثر والغضب التي رافقت المقابلة بدا الحكم جيد منفعلا وغير متزن مما افقده الاحساس بالمسؤولية كفاعل أساسي في المباراة وبذلك انتفت عنه الموضوعية من أجل المساهمةفي خلق فرجة رغم تواضع الآداء عند الفريقين معا بالمقارنة مع التاريخ المتميز للديربي ان شئنا القول.يترجمه كذلك العدد الكبير من البطاقات الصفراء والحمراء الموزعة على فريق دون فريق آخر وهو امر جعل الحكم خصم لفريق دون الآخر وساهم بشكل كبير في نتيجة غير منصفةأضاعت حق فريق وأفسدت الفرجةفي مجملها وأعطى صورة رديئة لعموم المتتبعين والمهتمين للمستوى الكروي لبلد احتل منتخبه الوطني نصف نهاية كأس العالم .أما التغطية التلفزية فتلك قصة أخرى لاتخرج في مجملها عما قمنا بتحليله ، لازالت رغم تخصصها متخلفة عن الدور المنوط بها ولم تكن في الموعد بل اكتفت بترجمة حرفية لماعاشته المباراة من أخطاء.قلت مع نفسي بعد غياب طويل عن متابعة البطولة المغربية .لم يحدث تغيير يستحق العودة فالرداءة عمت كل المناحي .
ذ ادريس المغلشي .