خواطر
محمود حمير
قد ينعم الأفراد بحياة هادئة و بسيطة داخل بيئتهم الإجتماعية، تتوافق بشكل أو بآخر مع المنظومة الفكرية السائدة، و التي تحقق نوعا من التوازن العفوي داخل المجتمع… إلى أن يظهر الآخر، الذي يرى الأمور بشكل غير طبيعي، جالبا إلى هدوء و عفوية الحياة، تعقيدات لا أول لها و لا آخر، مستنبطة من العوالم الموازية التي ينحدر منها أسلافه، فيحول الحياة شيئا فشيئا إلى عدم، و يستبدل البساطة بالتعقيد، و الحرية بالتقييد، و النجاح بالفشل، و الغنى بالفقر، و العلم و الدين و القوانين بأعراف غير معروفة!!!
فتخضع الحياة رغما عنها إلى قوانين الطبيعة، التي تفرض أن التركمات تولد الطفرات و الضغط يولد الإنفجار، لتندثر كل معاني الحياة، مبرزة رؤية الآخر المليئة بكل أشكال البؤس و الدمار و الموت…
ثم تكتشف بعدها أنك مختلف بشكل مثير للجدل، و أن تواجدك في قلب الصراع بين الحياة و الآخر لم يكن صدفة، و أن لكل شيئ مهما هان سبب، و لكل مصيبة مهما عظمت حل، و أن الله عز و جل لم يبتلينا عبثا…
لعله خير.
يتبع…