“كورونا” تدفع منظمي الحفلات لامتهان حرف أخرى.. وفنانون يطلّقون وينتحرون .

خليفة مزضوضي مدير مكتب جهة مراكش آسفي

تسببت جائحة كوفيد 19، منذ إعلان اكتشاف أولى حالتها بالمغرب بتأثير كبير على عدد من القطاعات الحيوية التي تحتضن آلاف المستخدمين، بمختلف جهات المملكة، وزاد عمق الأزمة بعد إعلان حالة الطوارئ الصحية وتدابير الحجر الصحي، التي فرضت الإغلاق على الجميع وأرغمت الكثيرين على تسريح العمال والمستخدمين، وإعلان الإفلاس في حالات أخرى.
القضية مست بالأساس الطبقة الشغيلة، ومختلف القطاعات بما فيها، القطاعات التي لها علاقة بالتظاهرات الكبرى والمناسبات الشعبية، والتي تتيح فرص الشغل، حيث توقفت بفعل الجائحة، وكشفت هشاشة قطاعات معينة، يطالب أصحابها بالاستفادة من الدعم المقدم من قبل الدولة، ويطالب آخرون بهيكلة القطاع وفتح قنوات من أجل إيجاد حلول من شأنها التقليل من حجم الخسائر، وتعويض المتضررين.

كورونا تغير طقوس الزواج بالمغرب

وفي هذا الاطار، يقول ابراهيم طمطم رئيس رابطة الأمل لجمعيات حرفيي الحفلات والمناسبات، إن قطاع الحفلات والأعراس، شهد منذ شهر مارس أي منذ إعلان الحجر الصحي، حالة من الشلل بسبب منع تنظيم الحفلات والأعراس، وهذا ما أثر بشكل مباشر على المستخدمين والحرفيين والشركات المتوسطة والصغرى، مما دفع الكثيرين إلى بيع المعدات وكل ما له علاقة بالمهنة واتجه الى قطاعات أخرى لتفادي الإفلاس التام. ويضيف ‘’التأثر بالجائحة يختلف من شركة لأخرى، حيث هناك من استفاد من صفقات عمومية ولم يتأثر، وهناك من يعاني في صمت’’.
مشيرا في ذات السياق، إلى أن’’المستقبل بالنسبة للمتضررين مظلم و غالبية المهنيين يتجهون نحو الافلاس، بيما فيهم من وضع أسس الحرفة بالمغرب، و ربما سيغر الفيروس و الأزمة طقوس الزواج، ويدفع المغاربة إلى التخلي عن عادات وتقاليد عمرت لسنوات.
وفي حديثه عن هشاشة القطاع، أكد رئيس رابطة الأمل لجمعيات حرفيي الحفلات والمناسبات، على أن ‘’القطاع يعاني أساسا من الهشاش، وأن 85 في المئة غير مهيكل، حيث يطالب المشتغلون بالمجال بضرورة التقنين وإعادة الهيكلة، ضمانا لاستمرارية القطاع، ولحقوق المستخدمين من أجل خلق مجال من شأنه الدفع بعجلة الاقتصاد، لكونه قطاعا مهما داخل المنظومة الاقتصادية الوطنية’’.

مستثمرون في قطاع الأمن الخاص و الخدمات يعلنون إفلاسهم

ومن جانبه يؤكد عماد صليب، صاحب مقاولة خاصة في الأمن الخاص والخدمات، على أن قطاع الأمن الخاص تأثر بشكل كبير بسبب التوقف الناتج عن التدابير التي تم اتخاذها من قبل السلطات العمومية، دون أن يتم تعويضهم على ذلك، مما مس بالأساس القدرة الشرائية للمشتغلين في القطاع، والذي فقدوا فرص الشغل و شردت عائلات بعد التوقف لقرابة سنة من الآن.
مبرزا في ذات السياق، أن المنظومة في مجملها مرتبطة بقطاع تنظيم الحفلات والتظاهرات الكبرى والصفقات العمومية، التي توقفت بشكل نهائي منذ إعلان حالة الطوارئ، وهذا ما أث على الشركات المشتغلة في القطاع، حيث أصبحت تدفع ثمن الفواتير والضرائب ورواتب المستخدمين، بالرغم من الصعوبات المالية التي يعانون منها.
مشيرا إلى أن عددا من العائلات التي تعيش من قطاع الأمن الخاص خاصة الشباب منهم، توجهوا إلى قطاعات أخرى، وهناك من أعلن إفلاسه، وآخرون اختاروا انتظار فرج قريب، بعد تعميم اللقاح على المغاربة، مع تقليص الأجور وعدد المستخدمين.

كورونا دفعت الموسيقيين إلى الطلاق والانتحار

عبد العالي الخليفي، رئيس الفرع الجهوي لاتحاد الموسيقيين المغاربة، بجهة سوس ماسة، أكد على أن المشتغلين في القاع يموتون ببطء بسبب التوقف التام للتظاهرات الفنية والثقافية، علما أن نفس المشكل وقع بالعالم أسره، وأوجدوا له حلولا، مثلا في فرنسا تقام الأعراس و التظاهرات بحضور الفنانين والموسيقيين، مع احترام تام للتدابير الاحترازية، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من الدول العربية التي سمحت بتنظيم حفلات داخل الفنادق والملاهي الليلية’’.
وتساءل الخليفي، خلال تصريحه لمنبر “بناصا”، عن ‘’صمت الحكومة في ظل الأوضاع المزرية التي يعيشها الموسيقيون، في غياب تام لأي مبادرة من أجل انقاذ المشتغلين في القطاع، حيث وصل الأمر بالعديد منهم الى الطلاق، والانتحار، وأرغم عددا منهم على الإفراغ بسبب عدم دفع سومة الكراء، علما أن الأماكن العمومية والمقاهي وسهرات التلفزيون والحافلات ووسائل النقل، تشهد اكتظاظا كبيرا للمواطنين، ولم يتم منعهم من الاحتفال، في حين تم توقيف كل التظاهرات التي من شأنها اعادة الروح الى القطاع، وفق الالتزام بالتدابير الاحترازية’’.
وعلاقة بمستقبل المجال، شدد رئيس الفرع الجهوي لاتحاد الموسيقيين المغاربة، على أن الأمل الوحيد معلق على قرارات جلالة الملك، و عدم وجود أي مبادرة من الحكومة لإنقاذ المهنيين، ستأزم الوضع و تدفع الكثيرين الى مصير مجهول’’ على حد تعبيره.

تنظيم التظاهرات في حاجة إلى إعادة الهيكلة

وفي ذات السياق قال معاد غازي، من منظمي المعرض الدولي للشاي و المدير الفني للمهرجان الدولي للفولكلو، أن ‘’قطاع تنظيم التظاهرات، شهد سنة من العطالة، والتي تعني أن الجميع توقف بما في ذلك قطاعات و فئات مرتبطة أساسا بتنظيم التظاهرات كالمشتغلين بقطاع الفندقة والاستقبال والتقنيين وآخرون، وأظهرت الجائحة هشاشة القطاع الذي يجب إعادة هيكلته والنظر في طبيعة التنظيمات’’.
ويرى معاد غازي، أن قطاع تنظيم التظاهرات، تتحمل وزارة عدة مسؤوليته بسبب طبيعة العلاقة بين كل المجالات، و يجب عليها (الوزارات) أن تلتفت الى المشتغلين في هذا القطاع، لما لذلك من تأثير اجتماعي و اقتصادي واجتماعي، والدور الذي يلعبه القطاع في تنشيط الحياة العامة.
ويضيف ذات المتحدث، أن هناك تدابير وإجراءات يجب أن تتخذ من أجل إنقاذ القطاع، الذي يوجد على مشارف سنته الثانية من الأزمة، مع التفكير في إنشاء هيئات و مؤسسات من شأنها الدفاع والترافع عن المشتغلين في القطاع مستقبلا

 




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...