الحزب الإشتراكي، بوذيموس وحل نزاع الصحراء

المختار الحافظ
الحزب الإشتراكي، بوذيموس وحل نزاع الصحراء
تبيين مضاف للحلقة الأولى من #سلسلة_شرتاتيات
جمعت جلسة شاي صحراويين بالمرحوم المحفوظ علي بيبا، صدفة، في إحدى مساءات أكتوبر بمدينة إشبيلية الجميلة سنة 2005 أو 2006، وكان المحفوظ آنذاك يرأس “البرلمان الصحراوي” إن لم تخني الذاكرة.
ومع الشاي، يتشعب الحديث، ليأتي في بعضه على الموقف الإسباني. أكد المحفوظ على ضرورة اختراق الأحزاب، وأبدى عدم رضاه عن “تنصل الإسبانيين من مواقفهم عند وصولهم للحكومة”.
كان آنذاك الحزب الإشتراكي قد ورث الحكومة عن الحزب الشعبي، وبدأ ثاباتبرو يتعامل مع النزاع في الصحراء بمقاربة مختلفة، تصحح ما خلق سابقه أثنار من توتر في علاقات إسبانيا مع المغرب.
لم يكن المحفوظ الله يرحمو يفهم أن التأويل الصحيح للنزاع بالنسبة للأحزاب والدولة الإسبانية، لا يكترث لما تقوم به الجبهة، لأن الإسبانيين كانوا من بين صناع هذا النزاع، وأدركوا لاحقا أنهم يجب ألا ينزلقوا في اتجاه دعم البوليساريو، دون أن يترتب عن ذلك مواجهة مع جزء هام من الرأي العام الإسباني الذين كان يتعاطف مع الجبهة عن جهل.
توفي المحفوظ سنة 2010، ولم تتلطخ يداه بجرائم لحمادة، وكان يعرف أن الجبهة ليست إلا مشروعا قبليا، مثلما كان يعرف أن ولد اعكيك سيرث موقعه “ولا عندو لها شي”.
وها نحن اليوم 14 سنة بعد جلسة الشاي بإشبيلية، ويتكرر نفس السؤال: هل حزب بوذيموس سيكون مثل الحزب الإشتراكي؟ الجواب بسيط جدا، لن يخرج البوذيموس عن الخط الرسمي للمملكة الإسبانية، لأن العارف بدواليب الحكم بإسبانيا يعرف أن القرار السيادي لا يخضع للمتغيرات الحزبية، ولأن إسبانيا تعرف من هي الجبهة ومن هم قادتها، ومن أين أتوا، وكيف تشكلت ولأي أسباب. كما أن العالَم الحر يدرك أن دولة في الصحراء غير ممكنة، وما نعيشه اليوم من تغيرات يؤكد ذلك.
من موروث البيظان ما حكته لي جدتي عن “بلگة واحد بفراريه” (شخص معجب بجمال وجهه، لكنه فقد أسنانه الأمامية)، وكان يقضي النهار دون كلام أو ضحك حتى لا يرى الناس “ذوك لفراري”، وعندما يلقي الليل سدوله، يضحك ويناقش ويجادل، لأن ظلام الليل يحمي “بلگته”. هذا هو حال الجبهة، “وهي گاع ما ففمها ودعة” (بدون أسنان كليا). ليست الجبهة صاحبة أخلاق ولا مبادئ، “وتاريخها والله العلي العظيم ألا محشمها” و”البلگة لاش يا غويلي؟”.
گط سمعنا عن “الجمل ينفشو لحران”، ومعناه أن الجمل مهما بلغ من تقدير في “لمرحان” ولدى مالكيه، فإن “لحران”، أي الإمتناع عن مطاوعة مالكه، سيؤثر على مكانته وتقديره إذا استمر “حرانه”. “موجبو الجبهة لي حارنة عاد لها دهر، وذاك عاد نافشها، وبگات مطيريحة فذا لمراح لي عات لبل نافرتو”. سأعرفكم قريبا على هاته الإبل الكريمة التي أصبحت تشمئز من “مراح” فيه الجبهة.
في الحلقة القادمة سأكتب تقديرا وتكريما خاصا لأحمدو ولد سويلم، ووخيرت والله