“الهاكا” تعلن عن موقفها تجاه عدد من الأعمال الدرامية المعروضة على القنوات الرسمية المغربية خلال شهر رمضان..

العاصمة بريس

أماط المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، اللثام عن موقفه تجاه عدد من الأعمال الدرامية المعروضة على القنوات الرسمية المغربية، خلال شهر رمضان الجاري، والتي أثارت الكثير من الجدل، والنقاش بخصوصها وصل لكل من المحكمة والبرلمان.

وكشف الهاكا، من خلال بلاغ له، عن توصله بعدد من الشكايات من المواطنين المغاربة، حول بعض الأعمال التلفزيونية الرمضانية، مطالبين الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بإعمال الوصاية والرقابة على الاختيارات البرامجية للإذاعات والقنوات التلفزية، إما منعا أو سحبا أو إملاء، وهو الشيء الذي ” يتعارض وانتدابها المؤسسي، بوصفها مؤسسة مستقلة للتقنين، في السهر على احترام حرية الاتصال السمعي البصري وحرية التعبير وحمايتهما” بحسب تعبير الهيأة.

ويرى المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، أن “كتابة سيناريو أو تشخيص وضعيات أو توزيع أدوار أو تمثل شخصيات أو تجسيد أحداث واقعية أو محاكاة حقب تاريخية في الأعمال التخييلية، يندرج بالضرورة ضمن الرؤية الفنية لصاحب العمل وتترجم حريته في تجسيدها”، مشيرا أن “حرية الأعمال التخييلية، كجزء من قيمتها الفنية والإبداعية، لا تترسخ ولا تتطور إلا بإعمالها في الطرح والمعالجة والأسلوب”.

وأوضح المجلس، من خلال بلاغ له ،ان الهاكا توصلت بشكايات ضد مسلسل فتح الأندلس، أن النقاش العمومي حول حرية وجودة الأعمال التخييلية، سواء من خلال النقد الفني الخبير أو النقد الصحافي المتخصص، أو من خلال تقييمات عموم الجمهور إما استهجانا أو استحسانا، تمرين صحي ومحبذ يساهم في تطوير الممارسة الإعلامية، سواء فيما يخص الأعمال الإبداعية أو فيما له صلة بالسياسات الإعلامية العمومية، ككل.

“المشرع يضمن للإذاعات والقنوات التلفزية العمومية والخاصة بث برامجها بكل حرية، سواء كانت هذه البرامج إنتاجا داخليا أو إنتاجا مشتركا مع شركات خارجية أو مقتناة كأعمال جاهزة للبث” يؤكد المجلس، مشيرا إلى أن هذه الأعمال “تظل خاضعة لمبادئ قانونية محددة ذات صلة بمثل ديموقراطية وحقوق إنسانية ثابتة، مثل واجب عدم المس بالكرامة الإنسانية، واحترام مبدأ قرينة البراءة، وعدم التحريض على العنصرية أو الكراهية أو العنف، وعدم التمييز ضد المرأة أو الحط من كرامتها”.

وأضاف المجلس، بأن “حرية الإبداع مؤشر دال على مدى استنبات وترسيخ حريات أخرى داخل الفضاء العمومي، كما أن حرية التعبير في انتقاد الأعمال التخييلية، خصوصا، والمضامين الإعلامية، عموما، تبقى ضرورية للارتقاء بجودة هذه الأعمال وبتفاعلات الجمهور”.

وأردف المجلس بالقول إن “الأثر المستنير لحرية التعبير يظل رهينا بمدى نأيها عن خطابات الوصم أو التمييز أو التحريض، أما غاية التقنين المستقل للإعلام فهي دعم وترسيخ مبادئ ديموقراطية بحتة، في طليعتها الحرية والتعددية والتنوع، على غرار حرية الإبداع وتعددية الرؤى الفنية وتنوع الأنساق الثقافية في الأعمال التخييلية”.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...