لماذا هم في حياتي؟!

بقلم : خليفة مزضوضي مدير أكاديمية الأنطاكي الدولية الخاصة للتدريب والبحث والإبتكار

أحيانا يضع الله في طريقك أشخاصًا تبتلى بهم؛ فهل تعلم أن سبب وجودهم في حياتك هو لصالحك؛ كي تصلح ما بداخلك!
فهناك انواع من الأشخاص تختلف طباعهم و منطلقاتهم بل تختلف تصرفاتهم و سلوكاتهم من شخص لٱخر ، فقد تتعامل أحيانا مع شخص عصبي تكاد معه في بعض الأحيان أن تفقد أعصابك لكنك تتمالك فتتعلم منه الصبر،
أو شخص آخر أناني نرجسي يحب يفضل نفسه عن الٱخرين و لو على حسابهم فتتعلم منه الحكمة؛
وقس على ذلك باقي الصفات المزعجة.
ولكنك يجب أن تكون على يقين تام أن الله سبحانه و تعالى ابتلاك بهم كي يعالجك أنت و يضبط عقارب شخصيتك من خلال هؤلاء الأشخاص وكذلك من خلال تلك المواقف المزعجة التي تصدر منهم و من خلال ردات فعلك الإيجابية تجاههم
لذا عليك أن تكون متفهما حكيما متحكما في سلوكك ، فما تميز العظماء إلا بالسلوك الرزين ( atittudes ) فكانت مبادئهم قناعات ثم تجسدت تلك القناعات إلى سلوك يومي
وانظر لكل شخص يدخل في حياتك؛ أنه الرجل الصالح الخضر عليه السلام بالنسبة لموسى عليهم السلام
لهذا حاور نفسك دائما و تحاور مع روحك وقلهما
* ماذا سأتعلم من وجود هذا الشخص في حياتي؟
* ما هي الرسالة التي ستصلني من مرور هذا الإنسان في حياتي؟
* ما الحكمة في وجود هؤلاء الأشخاص في حياتي ؟
حتما سوف تجد الجواب فيك و سوف تصل للقناعة الأكيدة أن الله سخرهم لك و سخرك لهم ليتعلم كل منكم عن الٱخر
و تذكر أنه لو كان الناس كلهم رائعين ؛ فكيف ستتعلم الصبر والحكمة ، والرحمة ، والتسامح ، والحكامة في التعامل ؟
مثال :
لو صاحبت شخصًا سريع الانفعال ؛ فإنه سيجعلك تنتبه لكلامك ؛ وتختار ألفاظك قبل التلفظ بها ، وهذا أمر حسن (وعي) وبذلك تكون قد اكتسبت قدرة على التحكم في انفعالاتك و ضبطت عقارب توازن شخصيتك و اتصفت كذلك بفضيلة لم تكن فيك و اصبحت سلوكا ممارسا مع جميع الخلائق
انتبه
أغلبنا قلوبنا ضيقة ؛ فلا نُدخل في قلوبنا إلا أشخاصًا بصفات محددة مسبقًا ! والله تعالى بواسع علمه ؛ يريد أن يوسع قلوبنا للناس ؛ فتكون مصدر حب لكل الناس وتقبل لهم .
عفوا
تأكد أن كل شخص مختلف عنك ؛ هو بالنسبة لك دواء تحتاجه في رحلة علاجك لصفاتك وتحسين طبائعك .
فالله تعالى قادر على أن يحيطك بأناس يشبهونك تمامًا ؛ ولكن هذا الأمر ليس فيه لك أدنى مصلحة !
لهذا
وجه بوصلة نفسك ضد الإدانة ؛ و تبث مجاذف سفن نفسك ضد إصدار الأحكام على الناس ؛ و اضبط عقارب نفسك ضد سوء الظن ، و الجم نفسك ضد الغيرة ؛ ومع كل شخص مختلف عنك عليك أن تفهم غضبك
كن صادقا مع نفسك ؛ واسألها ما هو السبب الحقيقي لغضبك؟ لا تفتح حوارات مع الشيطان ، ولا تكسر المحبة ، ولا تتسبب بأدنى ألم للآخرين ؛ سواء بالتجريح بالكلام ؛ أو الإساءة ، والقسوة بالتصرفات والأحكام .
دوما حكِّم عقلك ؛ وضع نفسك في مواقع الآخرين ، فالحكم و التحكم و الحكمة و الحكامة قناعة و مبدأ و سلوك .




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...