سيل على الذاكرة

بقلم : عبدالصمد اوسوس/ إمينتانوت

كُـــفُّـو المَــرَاثِـي وَكُـفُّـــوا الـدَّمْـعَ وَانطَــلِقُوا—لَــمْ يَـبْقَ فِــي الأرضِ مَـا يُنـفَى بِـهِ الأَرَقُ
سُــــدَّ الطَّـــرِيـقُ وَلَـمْ أَلْـحَظْ لَكُـمْ أَمَــلاً—سُــرَّ اللَّـقِيـطُ وَضَــاعَ الجُـهْـدُ وَالعَـــرَقُ
سَـلَبْتُ مِــن أَمَــلِ الأَطْـفَـالِ أَفْــرِشَتِـي—فَـجَـاءَ تَتْـبَعُــهُ الأَحْــزَانُ وَالقَـلَـقُ
حَـــظِّي عَـلَى خَنــدَقٍ أَوْدَى اللَّـئيمُ بِـــهِ—فَـصَارَ مُنْـغَمِساً فِــي الـرَّمْـلِ يَـخْتَنِـقُ
لَـــوْ صَــافَحَ الغَــدْرُ مَـنْ غَـرَّ الـزَّمَـانُ بِــهِ—لَـقَالَ هَـــذَا صَـــدِيـقِي كَـيْـفَ نَفْــتَرِقُ
قَـــدْ هَــيّأَ القَــلْبُ لِـلآلامِ مَــوْطِنَهَـا—وَلَـسْتُ أَهْـــلاً لَهَـا فَـالحُـلْمُ مُــسْتَـرَقُ
مَـــا ذَنبُـنَـا حِينَـما سُــرَّ الغُـزَاةُ بِـنَـا—فالعَـــدْلُ تَحْـــتَ شِهَـابِ الظُّـــلْمِ يَحْـتَرِقُ
تِــلْكَ الــدِّيَـارُ عَـلَى جُـدْرَانِهَـا خَبَــرٌ—يُخْــفَى عَـلَينَا فَجَــاءَ السَّـيلُ وَالغَــرَقُ
طَـــوَى عَـلَى كَـتِـفِ الأَيَّـــامِ أَزْمِنَـــةً—فَــأَرْبَكَ اللَّـيلُ مَــنْ يَحْـــــلُو لَــهُ الفَـلَقُ
مَــجْـدٌ لَنَـا كُـتِبَتْ فِـي عُـمْـقِهِ قِصَــــصٌ—سُـــرَّتْ بِهَــا أُمَـــمٌ وَاسْـتَبْشَرَ الـوَرَقُ
عُــــدُّو الـرَّزَايَــا بِمَـا شِئْـتُم فَمَـا تَـرَكَتْ—تِـلْكَ الـرَّزَايَــا لَـنَـا طُـرْقاً فَتَنغَـلِقُ
طَــيفٌ يُـرَاوِدُنِـي فِـي كُـلِّ مُـعْتَركٍ—سَهْـلُ المَنَـالِ لَطِـيفٌ حِـينَ يُعْـتَنَقُ
لَـكِنَّـهُ شَـبَحٌ عِـندَ اللّقَــاءِ بِمَـن—يَـطْـوِى السُّـرُورَ عَـلَى أَعْـطَـافِهِ السَّـرِقُ
مَـــن تَـرْقُـصُونَ عَـلى أشلائهم طربا —قَــدْ يَـرْقُـصُونَ عَــلَى مَـنْ طَـبْعُـهُ الحُمُــقُ
لمايَـمُـدُّ زَمَــانِي مِـنْ قَـسَاوَتِـه—ِ كَـفّاًيُـصَافِحُـهُ مَـنْ دَأْبُــهُ المَـلَـقُ
جَــزَّأْتُ مِـــنْ أَلَـمِي خَـوفاً عَـلَى أَمَــلِي—وَضَــاعَ ذَاكَ بِــذَا مَـن سَمَّـهُ الفَــرَقُ
تِــلكَ السّفِـينَةُ قَــدْ سَـاقُو بِهَـا أَمَـلِي—لَـوْلاَهُ مَـا دَخَـلُوا بَحْـراً وَمَـا غَـرِقُـو
أَتَـفْرَحُـونَ بِمَـا خُـسرَانُـهُ شَـرَفٌ—وَالغَـيْظُ يَـقْتُلُكُـم بِـاللّـينِ والحَنَــقُ
إِنِّـــي كَطِـفلٍ كَــفَى دَمْـعاً تَحِـيَّتُـهُ—دَوْمـــاً. وَتُـنقِـذُهْ مِـن دَمْـعِـهِ الخِــرَقُ
يَـــرْضَـى بِهَـا أَمَــلاً وَالكُــلُّ يُسْـكِتُـهُ—عَــن غَـيْرِ حُـبٍّ إِذَا مَــا خَـانَهُ الغَسَـقُ
أَغْــلَـى مِـنَ المَـالِ مَـا نِلْـنَا بِـهِ شَرَفـاً—فَمَـا يُسَـرُّ بِـهِ مَــنْ غَـرَّهُ الـوَرِقُ
نَـحْـنُ الفِـدَاءُ لَـكُمْ مِـن كُــلِّ مُـهْـلِكَةٍ—جفني على ورق الأحزان ينطبق
عُــــدُّو الفَــوَارِسَ لاَ خَــيْلٌ تُـسَابِـقُنَا—وَمَـــنْ يَمُـــدُّ لَنَـا بَحْــراً فَنَسْـتَبِقُ
تَـخْـشَى اللُّـيُـوثُ نِبَـالاً مِـن فَـوارِسِنَا—وَالطَّــيْـرُ يُسْـقِطُـهُ فِـي أَرْضِـنَا الحَـدَقُ
وَنُــرْهِـبُ الحَــرْبَ إِنْ خُـضْنَا مَعَـارِكَـهَا—وَاللـيلُ يَـرهَبُنَـا وَالشَّـمْـسُ وَالأُفُـقُ
دَقَّــاتُ قَـلْبِي لَهَـا وَقْــعٌ أُخَـالُ بِهَـا—َرَعْـداً بِـهِ قَـطَـرَاتُ الـدَّهْـرِ تَتَّـفِقُ
وَقَـطْـرَةٌ لِمِــدَادِي حِـينَ أُرْسِـلُـهُ—سَـيْـفٌ تُـشَـقُّ بِـهِ الأَشْـلاَءُ وَالعُـنُـقُ
كَـــذَا اَرْتَـضَيْـتُ بِـدَهْـرِي أَن أُصَـارِعَـهُ—أُبْـدِي الـدُّمُـوعَ لَـهُ مَكْـراً وَأنطَـلِقُ
عَـيْـنِي كَـبَرْقٍ طَــوَى مِـن خَـوْفِهَـاصحُـفاً—مَــنْ بَـاتَ يَـنْـشُرُهَا ضَـاقَتْ بِـهِ الطُّـرُقُ
وَقَـفْـتُ أَصْــرُخُ فِــي قَــومٍ بِهِــم صَمَــمٌ—كُـــفُّوا المَــرَاثِي وَكُــفُّـو الـدَّمْـعَ وَانْـطَلِـــــقوا




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...