“يا زارع الريح…!!”
سعيد التباع من مراكش
“يا زارع الريح…!!”
كيف سنراهن على السياحة الداخلية و العديد من أصحاب الطاكسيات الصغيرة يرفضون نقل المواطن المغربي؟كيف سنراهن على السياحة الداخلية و بعض النادلين بالمقاهي يشمئزون عند رؤيتهم لزبون مغربي؟كيف سنراهن على السياحة الداخلية و بعض أصحاب البازارات و عندما يسأل مواطن مغربي عن سلعة يجيبونه:هاداك شي ديال النصارى..!!؟كيف سنراهن على السياحة الداخلية و أبواب العديد من الفنادق و دور الضيافة و الرياضات تغلق أبوابها في وجه المواطن المغربي بدعوى عدم وجود غرف شاغرة؟كيف سنراهن على السياحة الداخلية و العديد من حافلات النقل الخاصة بالمغاربة المسافة بينها و بين حافلات نقل السواح كالمسافة بين السماء و الأرض؟كيف سنراهن على السياحة الداخلية و المواطن يرى انحناءات بعض المسؤولين أمام الوفود السياحية و كيف يتطاير زبد أفواههم أمام الوفود المغربية؟كيف سنراهن على السياحة الداخلية عندما نرى ظاهرة مشينة و نشتكي فلا يتحرك أصحاب القرار إلا عندما يتم إخبارهم أن هذه “الظاهرة” تزعج السائح..؟
هناك أمم لم تعد في أمس الحاجة لسواح أجانب،جعلت مواطنيها في الدرجة الأولى قبل أي شيء،فتقدمت و تطورت،راهنت على عناصرها البشرية المكونة لأوطانها،لم تندب حظها عند أول أزمة وبائية عالمية خانقة،لم تقعد القرفصاء تنتظر فرجا مازالت ملامحه غير واضحة،اكتفت بوطنها و أهل وطنها من أجل وطنها،المواطن أولا…!!
إذا لم تؤخذ دروس قيمة من زمن كورونا،فإن أية أزمة أخرى،و كيفما كانت أسبابها،صحية كانت أو اقتصادية،و حتى سياسية،فلن نجني وراءها سوى التقزيم..!! و تصرفاتنا أحيانا تغذي و تقوي هذه الأزمات…
لنزرع علاقة جديدة بين المواطن و العديد من القطاعات التي أصبح-هذا لمواطن- متأكدا على أنه لا تموقع له فيها،لنزرع شيئا جميلا سنحتاج حصاده ذات حقبة حالكة قد تأتي،فهناك السنوات السمان كما هناك السنوات العجاف،لا تزرعوا “الريح”، اللي زرع الريح يحصد غبارو، و اللي زرع العيب يحصد عارو….
✒:السعيد التباع.