ازمة التأليف داخل المدارس العتيقة بسوس العالمة
بنهرير عبد الرحمان اكادير
أزمة التأليف داخل المدارس العتيقة بسوس العالمة تقبر سجلا حافلا بالعلوم ، وتهدر جهود سنوات قضاها الشيوخ على كراسي العلمية ، فأغلب علماء سوس يخصصون معظم أوقاتهم للتدريس وتلقين العلوم للطلبة ليمئلوا بين الصدور ، فلم يشتغلوا بالتأليف وملئ الحواشي والسطور .
من هؤلاء الفقهاء من لا يغادر كرسيه العلمي إلا لأداء فريضة الصلاة ، فمنذ الانتهاء من تلاوة حزب الراتب الصباحي والطلبة يدخلون على الشيخ أفواجا لتلقين العلوم الشرعية : من نحو وصرف ، وبلاغة ، وأدب ، وحديث ، وتفسير ، ومنطق ، وغيرها من العلوم ، ويستمر على هذا الحال حتى توشك الشمس على الغروب .
لكن في المقابل هل هناك من الطلبة من دون جهود الشيخ وأخرج علمه إلى الوجود لينتفع بها الناس على الدوام ، ولنجدها الآن على أرفف المكاتب ، ليظل بذلك الشيخ حيا يترحم عليه كل من استفاد من علمه ؟!
في هذه النقطة بالذات تفوق علينا المشارقة الذين يدونون باستمرار جهود شيوخهم . رحم الله علمائنا الأفاضل المجاهدين في سبيل الله ونفعنا بعلمهم .