“”تفاهة..ثم سخافة..!!””
فسحة الأحد….
“”تفاهة..ثم سخافة..!!””
في سنوات مضت،كانت هناك حلقة بساحة جامع الفنان يطلق عليها حلقة “الشلح و العروبي”،رجلان أحدهما عربي و الآخر أمازيغي،كاريزما عجيبة،بداية يدور بينهما نقاش حاد،من الأولى و من المتميز،العروبي أو الشلح،لينطلق بينهما صراع لا يكاد ينتهي،في عدتهما هناك زوج من”صندالة” على شكل أذنين و قطعة كبيرة من المطاط شبيهة بمحفظة كبيرة،عندما يكتشفا أن الحلقة امتلأت بالحضور،يشرعا في المنافسة عمن يدفع أكثر،يكسب أحدهما دريهمات أكثر من الآخر،فيقوم بوضع “الأذنين” على رأس منافسه،و قطعة المطاط على جسده،يدور به داخل الحلقة،يحمل هراوة ثم يبدأ في ضرب “الخنشة”،ناعتا إياه بكل الأوصاف البذيئة،أحد المتفرجين يرفع “الدفوع” و يطلب منه الركوب فوق ظهر رفيقه و التجوال به داخل الحلقة…
هذان الرجلان،كانا ذكيين،يستغلان الخليط الذي تعرفه الساحة لصالحهما،فجعلا من حلقتهما مكانا للمنافسة،ليس بينهما،و لكن بين المتفرجين،فعندما يدفع “العروبي” أكثر كان “الشلح” هو الضحية،يرتدي الأذنين و “الشكارة”،لينهال عليه الضرب و كل أنواع الشتائم،فتتحرك عواطف جمهور “الشلح” ،يؤدون ثمن خلاص قريبهم،ثم تنقلب موازين القوى، فيصبح “العروبي” حاملا للأذنين و الشكارة،مبارزة لا تنتهي،الجمهور الحاضر هو من يحسم في تقلباتها و نهايتها…!
مرت سنوات و سنوات،اختفت هذه الحلقة التي لم يكن السجال الذي يدور بداخلها يخرج خارج الساحة،و اليوم،بدأنا نرى هذه الصراعات على فضاء التواصل الاجتماعي و على العديد من الصفحات،صراع مصطنع و مفتعل بين العروبي و الشلح،ينقلب أحيانا إلى وابل من السب و الشتم و القذف بين “المتبارين”،صراع أصبح من المؤكد أنه هناك من يؤججه،لست من الذين يؤمنون ب”المؤامرة”،إلا أنه أحيانا،أعتقد أن هناك “مؤامرة،صفحات كثيرة أصبح دورها هو هذا الصراع السخيف،صراع أتفاجأ عندما أرى أن من يشرف عليه فئة محسوبة على “المثقفين”،يخرجون خرجات غير محسوبة،يلقون بالنار،يرجعون إلى الخلف للتمتع بما تلتهمه نيرانهم…!
الوطن ملك للجميع،لا حق لأحد أن يجرد الآخر من انتسابه للوطن،ليعلم هؤلاء أن هذه الأرض تعايش فيها الجميع و لقرون،ليأخذوا جولة في دروب و شوارع و أحياء المغرب،سيكتشفون أن كل الإنتماءات تنصهر أمام تعايش أثار الكثير من الذهول،حتى إن البلاد أصبحت مثالا يحتذى به على مدى التعايش الذي ميزه و ما يزال،و النعرات التي تثار بين الفينة و الأخرى ما هي إلا جس لنبض هذا المجتمع المتعايش،لعل وجود ثغرة للتسلل..و لكن هيهات..!!
شكرا لجميع المتعقلين،الذين يدلون بدلوهم في كل حدث مثل هذا فتجدهم إما معبرين برأي لبق و محترم،أو تجدهم منسحبين من نقاش عقيم لا يرقى إلى مستوى “حكيم”…
الوطن ملك للجميع،من أراد التعايش فله ذلك،و من أراد إثارة نعرات ربما يأخذ عنها “جعيبة” فهناك عدة مواقع و صفحات ستزوده بمقادير و طريقة تحضير الهجرة،و هناك،دعوه ينبح كيفما شاء…
✒:السعيد التباع.