يوم 17 نونبر 1963. وفاة المختار السوسي بعد إصابته في حادثة سير. ويوم 18 نونبر 1995 وفاة محمد خير الدين بعد معاناة طويلة من مرض عضال.

خليفة مزضوضي مدير مكتب جهة مراكش آسفي
عالمان عبقريان أمازيغيان لم ولن يجد التاريخ بمثلهما. ينتميان إلى نفس المنطقة تقريبا. إلغ دوگادير للمختار، وازرو واضو بمنبسط أملن بالنسبة لخيرالدين في بلاد جزولة. يجسدان حلقة من سلسلة علماء الامازيغ قديما مثل سانتوكوستين وحديثا مثل أركون وغيرهم. بحيث، أنهما امازيغيان كتبا وألفا بلغة غير لغتهم، المختار السوسي باللغة العربية وخير الدين باللغة الفرنسية. وهما معا أوصلا الثقافة الأمازيغية في ثوب لغات تمثلان أوجه الصراع الحضاري بحمولة دينية، الشرق الذي يمثل الاسلام والغرب الذي يمثل المسيحية. ووقفت الأمازيغية بينهما تحمل دفتي التوازن الحضاري والثقافي داخل مجال الأبيض المتوسط. وقد تورطت الأمازيغية في هذا الصراع بالانحياز إلى جهة من هذه الجهات المتصارعة بالرغم من انها تم حشدها قصرا لضفة الشرق بعد صعود حركية الإسلام خلال القرن السابع والثامن بعد الميلاد، وتراجع إمبراطورية روما. ولكن بالرغم من ذلك بقيت الحضارة الأمازيغية تتفاعل مع الشرق ومع الغرب بشكل دائم ومستمر. ويجسد المختار السوسي العالم الامازيغي الذي يبدع من خلال الثقافة العربية الإسلامية، وهو عالم وأديب ومؤرخ ينتج من داخل بوثقة التقليد، ونموذج محمد خيرالدين كشاعر وأديب عالمي يكتب باللغة الفرنسية ويبدع من خلال الثقافة الغربية ويجسد مثقف الحداثة بامتياز. فهما وجهان مختلفان ومتناقضان لعملة واحدة وهي الحضارة الأمازيغية.
توجد الكثير من تقط التشابه بين محمد المختار وخيرالدين، وأيضا يتقاسمان الكثير من نقط الاختلاف والتناقض. وكلاهما ساهما بقسط وافر جدا في الحضارة الإنسانية بشكل عام، والانتاج الأدبي والفكري العالمي. فبالاضافة إلى أنهما ينتميان إلى نفس المنطقة، فإنهما أيضا تقاسما نفس المعاناة والآلام باعتبارهما عالمان أمازيغيان، المختار تعرض للنفي والتهجير والمحن السياسية الكثيرة من قبل بعض أوساط ما كان يسمى بالحركة الوطنية والاستعمار الفرنسي، ونفس الشيء بالنسبة لخير الدين الذي هرب إلى فرنسا وعاش سنوات كلاجئ سياسي بسبب مواقفه السياسية المعارضة.. كما يتقاسمان أيضا الشعر والآداب.
شخصيتان مرموقتان، السوسي وخير الدين يحتجان إلى دراسات علمية متخصصة في حقول معرفية مختلفة من خلال قراءة كل الإرث الأدبي والمعرفي الذي انتجه المختار بالعربية وخيرالدين بالفرنسية، وعقد مقارنات لفهم كنه كل شخصية على حدة.
فهذه إشارة ودعوة إلى الباحثين الشباب لدراسة العقل الامازيغي المعاصر..




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...