الدورة 18 من مهرجان السينما والهجرة تبرز دور السينما في تعزيز الروابط الثقافية بين الدول
العاصمة بريس
مصطفى الشباني // أكادير
تسلط الدورة الثامنة عشرة لمهرجان أكادير الدولي للسينما والهجرة، الذي تنظمه جمعية “المبادرة الثقافية” ما بين 13 و 18 دجنبر المقبل، الضوء على توطيد العلاقات بين المغرب وإسرائيل، ومساهمة الفنون، ومن بينها السينما، في تعزيز الروابط الثقافية بين الدول.
وذكر بلاغ لرئيس مهرجان السينما والهجرة، ادريس مبارك، أن “تكريم الثقافة اليهودية في المغرب وتسليط الضوء على مساهمة الثقافة والسينما في الشراكة بين المغرب وإسرائيل هو أيضا وسيلة لخلق فضاء للحوار والوئام والتسامح بين الأجيال الحالية والصاعدة”.
وبالمناسبة، فإنه سيتم تنظيم محاضرة، بمشاركة سفير إسرائيل بالمغرب، ديفيد غوفرين، كضيف شرف، يتم من خلالها تسليط الضوء على تنوع ومتانة هذه العلاقة ومناقشة سبل تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين.
وستعرف هذه المحاضرة، التي سيؤطرها الأستاذ الجامعي، عبد الرحيم حيمد، مشاركة المخرج الفرنسي المغربي كمال هشكار، المعروف لدى الجمهور بفيلمه “تنغير القدس”، ومديرة ومحافظة المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء، زهور رحيحل، والكاتب العام للفيدرالية الفرنسية ليهود المغرب، سيمون حاييم سكيرا، ومؤسس ومحافظ متحف الفن اليهودي المغربي ببروكسل، بول داهان، ومديرة الإنتاج، ألكسندرا طهار، والمخرج الفرنسي باتريك أتالي.
وسيتم ضمن فعاليات النسخة الثامنة عشر من هذه التظاهرة الثقافية تنظيم معرضين فنيين يؤطرهما بول دهان، مؤسس ومحافظ متحف الفن اليهودي المغربي ببروكسل.
وستكون للجمهور فرصة لزيارة هذين المعرضين اللذين يتناولان موضوعي “هجرة اليهود المغاربة” و “أحياء الملاح بالمغرب”، وهما ثمرة عمل دقيق من أرشيف التراث اليهودي المغربي خلال حقبة تميزت باندماج ثقافي مثالي وأسلوب عيش مشترك.
وأضاف نفس المصدر أنه منذ توقيع الاتفاقية الثلاثية بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل في دجنبر 2020، عرف التعاون بين الرباط وتل أبيب دينامية كبيرة وعلى جميع المستويات لصالح التنمية المتبادلة والعيش المشترك والسلم، مشيرا إلى أن العلاقة بين البلدين تستمد قوتها من الارتباط الطويل الأمد للجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة والطابع المميز للهوية الثقافية المغربية، والذي يعد المكون العبري أحد روافدها المتعددة كما نص على ذلك الدستور المغربي.
وللتذكير فإن المسلمين واليهود قد تعايشوا جنبا إلى جنب لعدة قرون في المغرب، مع تواجد يهودي مهم يعود إلى ألفي سنة. واليوم، يوفر الشتات اليهودي المغربي الهام والدينامي بإسرائيل وعبر العالم حول العالم أساسا متينا للتبادلات المستمرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.
والمغرب هو البلد العربي الوحيد الذي يتواجد به سكان يهود مستقرون، مع وجود نظام عدالة يهودي، ومواقع يهودية بالمملكة، ومتحف يهودي ومقابر يهودية عديدة.
وذكر المصدر أنه بفضل قيادة الملك محمد السادس، يتم الآن تدريس التراث اليهودي المغربي في المدارس، وتم بناء مركز مخصص للثقافة اليهودية بمدينة الصويرة، مشيرا إلى أن مبادرة الملك لترميم المقابر والمعابد اليهودية ومواقع يهودية أخرى، عززت صورة المغرب كبلد للتسامح والحوار بين الأديان.
وخلص إلى أن أبناء الجالية اليهودية المغربية، هم اليوم، أحد أعمدة الثقافة الإسرائيلية في المجال التلفزي والمسرح والأدب والأغنية والشعر والسينما.