الباكور الهندي .

لا أدري ماالسر الذي جعل المغاربة يستدعون هذه الكلمة للاستدلال على وضعية خاصة تبدو حاضرة بقوة في الهزل كما في الجد . ليست فاكهة آسيوية قادمة من الهند فحسب حيث تعتبر أكلة مفضلة لديهم هناك . بل انتقلت عند المغاربة من الأكل إلى الهزل في كثير من اللحظات. فهم يرددونها كلما احتد النقاش بين أطراف وفند متدخل نتيجة محتملة يدافع عنها الآخر .
الباكور الهندي لفظة تدل على أن الأمر عاكس الطموح والتوقعات وخيب الظن . إنها لفظة بليغة تختصر الكلام .لكن هناك من يستعملها للتحدي واستبلاد عقول الناس حتى يظهر نتيجة وتوقعات غير صحيحة .في كثير من الأحداث مهما بالغنا في التفاؤل .
بداية أفتح قوسا ردا على من يروجون للمشاركة المكثفة في عملية التصويت بلا تقييم ولا تقديم . فهم مدعوون ليشرحوا لنا أكثرمن غيرهم الضمانات والشروط الكفيلةبتحقيق اهدافها إن حددوها سلفا.لست ممن يشارك في عملية مخدومة مسبقا وأطعن فيها كلمااردت التعبير عن مواقفية لاأمارس الإزدواجية في الخطاب ولست ممن في كل محطة ينقلب على المنطلقات وغير مستعد لتأثيث المشهد من أجل تكريس وضع مأزوم لم ألمس فيه انفراج فكلما حلت مناسبة إلاوعرت واقعا مترديا .
أمر غريب أن يتصدى الفاشل ليبرر نتائج كارثية ويدعو الناس للتصويت ويصادرالحق في الإختيار. ليس من حق من قبض الثمن ان يدافع عن الشهامة والبطولة ويجعل أطروحته كأنها البديل. من انتهت فرصته وخذل المجتمع لاحق له في تقديم النصح. في إطار المماحكة السياسية بين من باع للناس الكلام والأوهام ومن دخل للسياسة بالمال فكلاهما لايصلح .رغم أن الثاني لم يأخذ فرصته بمنطق غلب على مسارنا الديمقراطي “امولا نوبة ” ليتناوبون عل قتل الأمل فينا حتى أصبحت الحياة السياسية بدون معنى ولاطعم لقد فقدت رونقها ورسالتها وبدت بدون هدف ولاغاية مجرد انتهازية مقيتة ودياثة في واضحة النهار . لقد أخذت فرصتك ولم تنجز شعاراتك المرفوعة وسرقتك نشوة الحكم ودخلنا معك في متاهات خلاصتها انكسار في البعد الحقوقي وبيعنا في المزاد العلني وتقوية فساد الذي كان مستترا فخرج للعلن ليعصف بك دون أن تعلل لنا سبب تراجعك حيث أصبحت تدافع عن أمور كنت ترفضها في السابق .
لا أدري سبب نزول كلمتك الأخيرة لكنني صدمت لأمور كثيرة جاءت في معرض حديتك .لا أدري سر ربط الثورة كحدث لتصحيح المسار مع “الباكور الهندي “لتسفيه طموح مشروع لايعني بالضرورة ماذهب اليه تأويلك بصيغة التهديد فكما فشلت في الشعار الذي رفعته ” الاصلاح في ظل الاستقرار” فهناك “ثورة في ظل الاستقرار” لاقتلاع الفساد .
شعار لم تنجزه بتصريحك بل ركبته لاستغلاله في مقايضة مفضوحة .الثورة ليست “كلام خاوي” ولا”بكور هندي” بالقول القدحي الذي صرفته واسمح لي أن اصحح لكم معلومة التوزيع العادل للثروة يبدأ بمحاسبة الفسدة و الالتفات للفقراء والمحرومين من خلال محاربة الريع والامتيازات ذات الارقام الخيالية .لا أظنكم أنجزتم هذا الأمر الذي أعتبره رهانا كبيرا بقي بعيد المنال ولم تستطيعوا تحقيقه في مدة كافية محسوبة ومحسومة ومسجلة في رصيدكم عقد من زمن التدبير ادانة صريحة لمقاربتكم الفاشلة .
والغريب أن هناك من ينادي برجوعكم وهم يحنون مرة أخرى لاعادة الكرة .انهم لايقرأون التاريخ فشروط المرحلة السابقة لم تعد متوفرة.وهذا دليل آخر على أن البنية التنظيمية المحتكرة من طرف علية القوم تعيش ازمة بديل لأنها محتلة من طرف المستفيدين من المرحلة السابقة و لن يتنازلوا بكل وقاحة عن مناصبهم وتلك أزمة أخرى أصابتكم في مقتل .
ذ ادريس المغلشي .




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...