الأحزاب ومنطق الصراع.. مطالبُ بالقطع مع تجييش الشبيبات لـ”نقاش الحرب”.

خليفة مزضوضي من مراكش

مع اقتراب مناسبة الانتخابات التشريعية في المغرب، ورفع وتيرة الخرجات الإعلامية للسياسيين، تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، موجةٌ من النقاش الحاد، بين الشبيبات الحزبية، التي تدافع كلّ فئة منها، عن قياداتها، تارةً، وبين المواطنين والأكاديميين من جهة، والأحزاب، أو بعضها، من جهة ثانية، تارةً أخرى.نفس الجدال، استمر، بعد أحدث حلقات برنامج “مباشرة معكم”، الذي يعرض على القناة الثانية المغربية، والذي استضاف كلاً من حسن حمورو رئيس اللجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية، محسن البوزيدي عضو المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، لحسن السعدي رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، زينب إحسان الكاتبة الوطنية لحركة الشبيبة الوطنية التقدمية وهي الذراع الشبابي لحزب الاشتراكي الموحد.
وعرفت الحلقة انتقاد ممثل شبيبة حزب الاستقلال، للحكومة، بشدة، ولطريقة تدبيرها لفترة الجائحة فيروس كورونا، إلى جانب انتقاده لقانون المالية ووصفه بـ”الهجين”، وهي الكلمة التي وردت في بلاغ “الميزان”، بخصوص مالية 2021، كما أن ممثلة شبيبة الاشتراكي الموحد، هي الأخرى، كالت انتقادات لتغييب الحكومة للجانب الاجتماعي في مشروع مالية السنة المقبلة.
وبالرغم من محاولة حمورو تفادي الدخول في نقاش “الأغلبية والمعارضة”، على حد قوله، إلا أن إشادته، خلال الحديث عن اللائحة الوطنية للشباب التي أحدث سنة 2011، بطريقة تعامل حزبه العدالة والتنمية مع هذه اللائحة، دفعت البوزيدي، ممثل شبيبة الاستقلال، إلى القول: “أختلف معه، لأننا رأينا ما حدث في الانتخابات الأخير معه هو شخصيا، وحسب ما قرأنا في تدويناته”، ليقوم حمورو بمقاطعته من أجل الدفاع عن أجهزة “المصباح”.
وواصل المتحدث نفسه دفاعه عن أجهزة حزبه، بالقول إنه لا أن تجد اللائحة الوطنية للشباب الخاصة بالعدالة والتنمية، أبناءً القيادات، ليعقب عليه البوزيدي بالقول: “وأين المشكل في أن يكون أبناء القيادات في اللائحة إن كانوا مناضلين؟”، ليعود حمروو ويتابع انتقاده الشديد لطريقة تعامل بقية الأحزاب السياسية مع لائحة الشباب.
النقاش الحاد الذي عرفه البرنامج، انتقل إلى موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بين أعضاء الشبيبات الحزبية التي كانت حاضرةً في “مباشرةً معكم”، خاصة الاستقلالية والبيجيدية، والتي قامت كل فئة منها بالدفاع عن ممثلها، واعتبار أنه “طحمو في النقاش”، “قمعو..”، “ربحو في النقاش”، “غلبو في النقاش”، إلى غير ذلك من المصطلحات المستعملة.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي يونس دافقير، في حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تابعت بعض تعليقات الشبيبات الحزبية على مرور ممثليها في برنامج مباشرة معكم. ولاحظت أن كل شبيبة تنتصر لممثلها وتعتبره الأفضل في قصف الآخرين”.
وأضاف دافقير في التدوينة ذاتها: “مؤسف حقا أن تتصور شبيباتنا أن النقاش العمومي في التلفزيون عبارة عن حلبة ملاكمة لهزم الآخر بضربات موجعة، وليس ساحة لتبادل الأفكار وتلقيحها خدمة لقضايا الشباب”، مردفاً: “مؤسف حقا أن تربي الزعامات الحزبية شبابها على المنطق الحربي في النقاش…”، مختتماً “غير هذه الملاحظة، كانوا شبابا رائعين في البلاطو. هنيئا لهم”.
ويطالب نشطاء، بضرورة القطع مع عقلية “نقاش الحرب”، لأنه السبب الرئيسي، حسبهم، وراء العزوف السياسي، وسبق لعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن اعترف صراحةً خلال استضافته في أحد البرامج التلفزيونية، بأن الصراع المحتدم الذي عرفته السنوات الماضية بين “التراكتور” و”المصباح”، تسبب في مفاقمة العزوف.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...