عودة كورونا فايروس بأشد وطأة

العاصمة بريس-الرباط
بقلم : الدبلوماسي و الوزير السابق
الأستاذ عبد الرحمن الكوهن
تضافرت خلال شهور مارس وابريل ومايو ويونيو من هذه السنة جهود المغاربة، مسؤولين و مواطنين ، فتمكن المغرب من الحد من زحف وباء كوفيد 19 وحصده للأرواح، لان الدولة قامت بعدة إجراءات محمودة وموفقة عمل بها المغاربة الذين اتبعوا التدابير الوقائية.ماذا وقع لنا حتى طغى الوباء رغم ما بدلناه جميعا من مجهودات وتضحيات..؟ وقع عدم احترام التدابير الوقائية بعد انصرام مدة الحجر الصحي ولو أبانت عن نجاعتها، وربما كذلك فترة الحجر لم تكن كافية بل كان من الأليق إطالتها شهرا آخر يوليوز بأكمله.بالصراحة المغاربة يتعاملون مع الوضع من نهاية الحجر حتى الآن بشيء من التهاون ولا مبالاة في الوقت الذي يجب فيه شيئا من الصرامة والمعقول والاحتياط الكبير للحد من انتشار العدوى والأخذ بالجد الإجراءات الوقائية: الكمامة والتباعد والتعقيم والنظافة وتجنب الأفواج والتجمعات في الأسواق والشواطئ البحرية وغيرها إذا أردنا التخفيف من انتشار الوباء.
نحن ملزمون بالمحافظة على صحتنا وصحة مواطنينا، فالمومن لأخيه المومن كالبنيان المرصوص إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر . الدولة أعطت الكثير، وهي ملزمة بالزيادة في العطاء لأنها لا يمكنها أن تفرط في أبنائها بشرط أن يكون هؤلاء الأبناء عقلاء يعملون من اجل صحة وسلامة الجميع فيساعدون الدولة بهذا السلوك المتبصر.فليكن شعارنا جميعا الحفاظ على سلامة المغاربة أجمعين، وهكذا سنحد من انتشار
وباء «كوفيد19».نحن نقدر بكامل الإكبار والإجلال تأسف جلالة العاهل الأب لتدهور الوضع الصحي الذي وصلنا إليه، فهو يتألم لتضاعف عدد الإصابات والحالات الخطيرة والوفيات في وقت وجيز، ومع ذلك لا يؤاخذنا ولا يعاتبنا على تهاوننا وتراخينا على عدم احترامنا للتدابير الصحية الوقائية التي اتخذتها السلطات العمومية، بل كأب رحيم يعبر لنا عن خوفه على صحتنا وسلامتنا وحياتنا نحن أبناءه وبناته. حفظ اللـه صاحب الجلالة من كل مكروه وبارك اللـه في عمره، وليكن على يقين أن خطاب قد نفذ إلى أعماق قلوبنا، وأننا سنلتزم بروح الوطنية الحقة وبواجبات المواطنة الايجابية لما فيه خير مواطنينا ومغربنا.
Alassimapress.com