حالتنا ليست بخير…

العاصمة بريس-الرباط

بقلم : الدبلوماسي و الوزير السابق

الأستاذ عبد الرحمن الكوهن

 

لا شك أن هنالك من يردد نفس الشعار ولكن ما يهمهم قبل كل شيء هو الحزب والموقع «اللهم ارحمني ثم ارحم الآخرين» أتساءل والصحف تكتب بأن الداخلية تعيد إلى العمل  مسؤولا من عمال وكتاب عامون وباشوات وقياد كانوا قد وضعوا في وقت سابق في كاراج الوزارة لتعزيز صفوف بعض الاقاليم والعمالات من أجل تقديم يد العون للمسؤولين بها الذين أتعبتهم جائحة كورونا، والمسؤولية على الصحيفة، أتساءل والحالة هذه الآن كيف ستكون حالة الولاة والعمال اذا جرت الانتخابات كل الانتخابات في 2021 والجائحة لا قدر اللـه ما زالت مستمرة، الحكم هو التبصر والترقب، علينا أن ندرك العواقب قبل وقوعها ونأخذ الحيطة.

الشعب يريد الانتخابات لأنه يريد التغيير ولكن الانتخابات في مثل هذه الظروف لن تغير شيئا من الأوضاع، المسيطرون على مقاعد الحكم وشتى المناصب حصنوا أنفسهم من أجل البقاء فيها والشعب المسكين كلما يعتز بمبادرات المغرب في الميدان الخارجي مثل مد يد العون للبلدان الإفريقية الصديقة والشقيقة ضد وباء كورونا ومثل الوقوف بجانب لبنان في محنته، كلما يعتز الشعب المغربي بمثل هاته المبادرات يشعر ويتألم بالفراغ في داخل الوطن، وسائل الإعلام السمعية والبصرية لا تملأ الفراغ. كفى من الأفلام التركية والسورية، والعلماء والمفكرون والمثقفون لا يتهافتون على الإذاعة والتلفزة لتقديم محاضراتهم وندواتهم وتمثيلياتهم، فهم يتأقلمون مع الأمر الواقع، فأين نشاط مجلس الشباب والعمل الجمعوي (الفصل 170 من الدستور) أين هي آراء المجلس الاستشاري للأسرة والطفولة، حول المخططات الوطنية المتعلقة بهذه الميادين..؟ لماذا لا يحضر مسؤول عن مجلس المنافسة

مثلا ليحدثنا عن الشفافية والإنصاف في العلاقات الاقتصادية (الفصل 166) أما الوقاية من الرشوة ومحاربتها (الفصل 36) لا نسمع عنها شيئا، وكذا محاربة جميع أشكال التمييز (19) وبالمناسبة أتساءل هل للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ما يقول في التدابير المتخذة للوقاية من الوباء بالنسبة لحماية الحريات، المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي هو كذلك شبه غائب.

مبدئيا هذه المؤسسات كلها عليها أن تسد الفراغ وتلهي الناس عن الوباء وتنسيهم قرارات الحكومة التي تتصرف بمنطق الوزيعة الحزبية في المناصب التي تكرس الريع الحزبي،الحكومة لا تبالي بالتقشف الذي تفرضه الجائحة، هي كريمة على من ينتمي الى صفها.المغاربة ملوا هذه الحكومة وتعييناتها التي يطغى عليها طابع الزبونية الحزبية.مما يزيد في هذا الفراغ كون أننا ننتظر منذ أمد طويل التقرير حول النموذج الجديد للتنمية التي تكلفت به اللجنة المعينة من طرف الملك والذي لم نطلع عليه بعد، كما لا نطلع على عدد من التقارير من شأنها أن تشركنا في السير العادي للبلاد.هذا وإذا ثبت بلاغ من المنظمة الدولية للصحة OMS أن فيروس كوفيد 19 سيذهب الى زوال في منتصف 2021 أو أواخرها فمرحبا بالانتخابات، ولكن ليس على الشكل الذي مرت به في بلادنا حتى الآن.

Alassimapress.com




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...