انكسار الروح

على شرفة الجروح القديمة…
طافت بذاكرتي تفاصيل البداية الأليمة…
حيث خرصت صرخات الوجع عند ٱنكسار الروح الجميلة…
عندها أدركتُ حقيقةَ البريقِ سرابٌ.
مهما كانت المواجعُ مريرة و حفرت بجوارحنا أخاديد عميقة…
فقد جعلتنا أشد بأساً و جرأة و أيضا قسوة .
الغدرُ لم يأتِ أبداً من الأعداء ، بل من الأحبةِ والأقربِ إلى قلوبنا و مِنْ مَنْ كنا نَأْمُلُ فيهم خيراً و نعتقدُ أنهم خيرُ سندٍ لنا في الحياة….
ببساطة شديدة مِنْ مَنْ وثقنا بهم الثقة العمياء.
خُذْلانُهم لنا أجبرنا أنْ نُديرَ ظهورَنا لهم و نحذفهم من حياتنا، ليس غروراً و لا ضعفاً و لكن فقط لِكَفِّ أذاهُم عنا. لم نعد نحتملُ أكثر مرضهم الخبيث…
اللسان الجارح و القلب الجاحد ….
كلما توقفَ بي قطارُ الذكريات في محطة من محطات الجراح القديمة الأليمة،وجدتُ نفسي خرساء صامتة ، حيثُ تناثرت شظايا روحي المكسورة في الماضي… حيث بكيتُ كثيرا في الأمس…
حيث كان يُغتالُ في كلِّ لحظةِ ألمٍ جزءٌ جميلٌ بداخلي .
مَضت الأيام ،
جمعتني الاقدارُ بهم من جديد، قابلتُهُم دونَ وجودِ أدنى شعورٍ بالكراهية أو الحقدِ بداخلي ٱتِّجاهَهُم،
كَأَنْ لم يسكنوا يوماً حنايا القلب و لم يسبق لي اللقاء بهم في محطة من محطات حياتي.
تذكرتُ لحظةَ إعدام حبي لهم بفؤادي ..
لَمْ أُحَرِّكْ ساكناً لأنني سئمتُ العفوَ عنهم .
لازالت ذاكرتي تئنّ من وجع أيامٍ عصيبةٍ مررتُ بها كما لو كنتُ أمرُّ حافية القدمين على أرضٍ مليئةٍ بالأشواك .
لم أجدْ غيرَ الورق قارِبي والقلمَ مجذافي ، عبرتُ بهما محيطات الألم و الوجع بسلام تاركةً مَنْ أحبَبْتُهُمْ بكل أسفٍ من خلفي …في منفى الغرباء.
ٱستطَعتُ الوقوفَ بثباتٍ بعدما كنتُ على مشارف السقوط، جعلت الحرف بلسم جراحي ، مَحوْتُ به آخر قطرة دموع ذرفتها عيني.
هكذا أرثي روحي بعدما ماتتْ بداخلي المشاعر…
لأنّ مِنَ المستحيل جَبْرُ الخواطر.
بقلمي / فاطمة مسلاك

*فاطمة مسلاك*
المغرب🇲🇦




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...