المغرب يضبط التوازنات أمام التحولات السياسية في دول غرب إفريقيا

اضطرابات لا تهدأ، تلك هي السمة البارزة لأوضاع العديد من البلدان حليفة المملكة بالقارة الإفريقية؛ فموازاة مع الانقلاب العسكري الذي جرت أطواره بمالي، يعيش الرئيس الإيفواري الحسن واتارا على وقع احتجاجات متكررة.

وتحاولُ المملكة التّدخل بآلياتها الدّبلوماسية “اللّينة” لإعادة ترتيب الوضع الدّاخلي في دولة إفريقية تجمعها روابط مهمة وحسّاسة بالمصالح المغربية، حيث تعملُ الأخيرة على تعزيز الاستقرار والحوار وعدم التّوجه إلى خيارات سياسة فرض الأمر الواقع.

وأمام السياق السياسي الحساس بالقارة الإفريقية، لا يزال المغرب يبحث عن ضبط التوازنات مع البلدان التي تشهد اضطرابات متواترة؛ فيما اختار التريث أكثر في مناطق متفرقة، خصوصا أمام عقيدة العداء التي كرستها سنوات من التقاطب داخل ردهات الاتحاد الإفريقي.

وتحاول الدبلوماسية المغربية تجاوز سياسة “البيض في سلة واحدة”، واعتماد محاور مختلفة من القارة لبسط آرائها وتوسيع رقعة اشتغالها، وبدا ذلك واضحا منذ العودة إلى منظمة الاتحاد الإفريقي وملء المقعد الشاغر هناك.

وبالنسبة لخالد الشكراوي، أستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فإن العلاقات مع الحلفاء التقليدين ضمن إفريقيا الغربية أو الوسطى ليست مرتبطة بأشخاص؛ بل تتعدى ذلك لتصل مصالح اقتصادية وتنموية.

وأضاف الشكراوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن العديد من المرشحين للرئاسيات في إفريقيا يتحدثون عن تغيير طابع العلاقة مع المغرب؛ لكن بمجرد صعودهم تعود المياه إلى مجاريها، بحكم الارتباطات المؤسساتية بين البلدين.

وأشار الأستاذ الجامعي إلى أن المغرب على كل حال مطالب بإعادة النظر في تدبير العلاقة مع العديد من البلدان، واستحضار التغيرات التي حصلت خصوصا خلال الألفية الجديدة، مؤكدا أن القوى الاستعمارية لم تعد هي المتحكم الوحيد في زمام الأمور.

وأورد الشكراوي أن المنطقة تشهد تحركات كثيرة على المستوى السياسي؛ فموريتانيا والسنغال أيضا تشهدان اضطرابات، مسجلا أن صمت الاتحاد الإفريقي عن كل هذا مفهوم ويعود بالأساس إلى أن أغلب الرؤساء وصلوا إلى سدة الحكم بنفس الطرق الانقلابية.

وأكد الشكراوي، ضمن التصريح ذاته، أن المغرب مطالب بالبقاء محايدا في ملفات الصدام على السلطة، باستثناء تقديم يد العون للجميع والاستقرار، مشيرا إلى أن الوضع في مالي وكوت ديفوار تراقبه باريس عن كثب، وهي المعنية الأولى بما يجري هناك.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...