الزميل الحاج محمد القنور على رأس نادي الإعلام والثقافة

 

تحت شعار “الإعلام والثقافة في سياق النموذج التنموي الجديد” إنعقد يوم الأحد الفارط 17 فبراير 2019، إبتداءا من الرابعة مساء 16.00 س ، بقاعة الإجتماعات الكبرى بالمسرح الملكي في مراكش،جمعا عاما تأسيسيا لنادي الإعلام والثقافة، ترأسه الزميل القيدوم محمد العمراني أمين،وذلكـ إنتخاب مكتبه المسير، بحضور المدير الجهوي لقطاع الإتصال، لوزارة الثقافة والإتصال بجهة مراكش آسفي، ومجموعة من الزملاء الصحافيين والزميلات الصحافيات من ممثلي وسائل الإعلام السمعية والبصرية والورقية والإليكترونية، الفعاليات الفنية، والجمعوية والإقتصاية والثقافية، حيث إفتتح الإجتماع بتحية العلم، والنشيد الوطني،وبعد عرض ونقاش مشروع القانون الأساسي، تمت المصادقة عليه، كما قدم الدكتور حسن المازوني ، أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض بمراكش، محاضرة تحت عنوان “الإعلام والثقافة، أية مقاربة؟ تناول خلاله كل من مفهومي الإعلام والثقافة، ومدى العلاقات الرابطة بينهما،مستعرضا واقع وآفاق التداول بين القطاعين، ومفهوم الثقافة والمثقف،والمثقف العضوي الذي يتمثل الثقافة والإعلام كممارسة لا تنفصلان عن التصور العام لمشروع المجتمع الذي من المفترض بنائه على أسس حداثية تتطلع للمستقبل.
كما أوضح المازوني أن لا وجود لإعلامي بدون ثقافة، ولا إنتشار لثقافة من غير إعلام ، وخلص إلى أن الثقافة ليست قضية مثقفين وحدهم، بل هي قضية مجتمع بما هي إحدى وسائل تعبيراته وإحدى تجليات حياته، ووعاء تتبلور من خلاله إنسانية الإنسان المغربي وحضارته المادية والروحية.

هــذا، وإنتخب الجمع العام التأسيسي أعضاء المكتب الإداري للنادي المعني الذي جاء على الشكل التالي، محمد القنور، رئيسا، و فاتحة الخلفاوي كاتبا عاما، ومريمة الركـ أمينا للمال، وكل من عبد القادر مبروك ونزهة ملوكي وعبد الجليل كليتي وخديجة فكري مستشارون ومستشارات، في تشكيلة جمعت الإعلاميين بصناع وصانعات الثقافة من مختلف الأطياف التعبيرية والتشكيلية .
كما إختتمت أشغال الجمع العام بتلاوة البيان الختامي للتأسيس وتلاوة برقية الولاء المرفوعة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وأبرزت كلمة اللجنة التحضيرية، في بداية الجمع العام المذكور، أن مبادرة التأسيس من طرف اللجنة التحضيرية جاءت بمشاورة مع العديد من الجهات الإعلامية والثقافية ، تفاعلا مع دعوة جلالة الملك محمد السادس إلى إعادة النظر في النموذج التنموي المغربي، حيث أكد أن هذا الأخير وصل إلى مداه سواء من حيث إنتاجه للثروة المادية والمعنوية، أو من حيث عدالة توزيعها. ولئن كانت الدورة الاقتصادية تلعب دورا مركزيا في تنمية أي بلد فإن بروز أدوار جديدة للثروة اللامادية في النماذج التنموية المعاصرة وتكريس مفهوم التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والثقافية والبيئية أصبح يحتم علينا التفكير بمقاربة نسقية ومندمجة ترمي إلى بلورة نموذج تنموي جديد يأخذ في الاعتبار جميع الأبعاد التنموية، ويعطي دورا لكل المؤسسات المجتمعية، إلى جانب الدولة، دورا في تطوير هذا النموذج والإسهام في تنزيله بما يخدم المصالح العليا للوطن، وتطوير وتحديث الفعل الإعلامي والثقافي .

وأكدت ذات الكلمة على أن أهداف النادي ترمي إلى إبراز ما للإعلام من إرتباط وثيق بالثقافة، وما للثقافة من حاجيات في الإعلام، كعلاقة باتت تفرض نفسها بشكل جدي في سياق النموذج التنموي الجديد الذي أعلن عنه جلالة الملكـ محمد السادس نصره الله، حيث نطمح في أن يكون النادي فضاءً لتلاقي تجارب الإعلاميين والمثقفين والفنانين وصناع الثقافة والمسؤولين والباحثين والمبدعين وتقديمها للجمهور بمراكش وجهة مراكش آسفي خصوصا، وعلى المستوى الوطني عموما، ضمن مشروعه النهضوي والتنويري الحداثي ، وعبر مختلف المحطات والمناسبات ، ومن خلال الإنفتاح على كل الفئات المجتمعية، والمؤسسات الخاصة والعمومية تروم تأسيس شراكات واقعية وناجعة ،وحلقات دراسية وتكوينية، وملتقيات فنية ومهرجانات، ومنتديات فكرية،ومعارض تشكيلية وحرفية، وبرؤية محكمة ومنهجية تعتمد على التخصص والعلمية والشمولية والانفتاح والتواصل. مما نستشرف في كونه سيعمق المعرفة وثقافة الإعتراف بكل الجهود الإعلامية والثقافية والفنية والأكاديمية، وسيعمل على تثمين الإنجازات والإبداعات والرؤى و مجمل الدراسات والأبحاث التي تخضع للتمحيص من لدن اللجن التي ستنبثق عن مكتب النادي والمنصوص عليها بمشروع القانون الداخلي ، وبأهداف النادي بمشروع القانون الأساسي ، حيث سيترصد النادي أهمية الفعل الإعلامي ، والمشهد الثقافي، من خلال معيار “الشمولية” و”الإحاطة بكل ما يتعلق بهما ، وحتى لا يظل النادي منحصرا في محاور ثابتة وقارة، وحتى يستطيع ضمان معيار التواصل المواكبة للمستجدات وتكريس ثقافة الإعتراف والمواطنة الحقة، وفق ما يفرضه العصر من تطورات في وسائل ووسائط التواصل الإعلامي والثقافي الجديد.
ووعيا من اللجنة التحضيرية لنادي الإعلام والثقافة ، فإن مركزية الإعلام والثقافة تعتبر عامل أساسي لإنجاح أي مشروع تنموي، وأن النادي المعني يعتزم الانطلاق من التجارب التي راكمها المؤسسون والأعضاء والشركاء في مجالات الإعلام،وفيما يخص مواكبة قضايا الإعلام والثقافة والمساهمة في النهوض بأوضاعهما، تجاوبا مع الدعوة الكريمة لجلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي ليوم الجمعة 12 أكتوبر 2018 بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، والذي دعا إلى ضرورة أن يقدم الجميع مساهماته في ورش المشروع التنموي الجديد، مما كان وراء تأسيس نادي الإعلام والثقافة في مراكش في أفق أن يرفع إلى الجهات المعنية بشكل مستمر، خلاصات وتوصيات أنشطته التي تتغيا المساهمة في إدماج مقاربة الإعلام والثقافة في النموذج التنموي الجديد.

في سياق مماثل، ثمن الأستاذ عبد المجيد أباظة المدير الجهوي لقطاع الإتصال، لوزارة الثقافة والإتصال بجهة مراكش آسفي،مبادرة تأسيس نادي الإعلام والثقافة ، مشيرا إلى أهمية هذين القطاعين كخليتين أساسيتين للمجتمع تشكل الحاضنتان اللتان لا غنى عنهما في كل مبادرة إنمائية أو مشروع تنموي على اعتبار”الدور الذي تضطلعان به، بوصفهما أحد المساهمين في التنمية المستدامة” و”تعزيز وضع العلاقة بين السياسات المتعلقة بالتنمية والمشاركة وبين الإعلام والثقافة،خصوصا على مستوى الجهود التي تبذلها من أجل تحقيق الأهداف التنموية .
وأشار أباظة أن إدارته على إستعداد لتثمين كل المبادرات الرامية في جهة مراكش آسفي إلى التعاون مع كل الجهات التي تسعى إلى الإشتغال الجدي، والبناء المتعلق بالإعلام ، معربا أن وزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج، مافتئ يؤكد على ضرورة تعزيز أسس مجتمع المعرفة ، وتوفير شروطه لجميع الفئات الاجتماعية، وأن الوزارة اتخذت مجموعة من التدابير لبناء مجتمع سليم،يتوخى إذكاء الوعي ونشر الثقافة الوطنية بكل خصوصياتها وعمقها الحضاري موازاة مع إعلام بناء يعزز الاندماج التنموي والثقافي والمعرفي لكل المغاربة .

وأعرب أباظة أن عالم اليوم هو عالم الإعلام والتواصل،والتكوين والإعتراف والمواكبة، وموضحا أن الإعلام في بلادنا قد عرف ثورة تكنولوجية هائلة بفضل تطور التواصل الإليكتروني وتعدد الأقمار الإصطناعية والإعلامية، وأصبح هذا القطاع بفعل العمل الدؤوب للوزارة الوصية يشكل عاملا متميزا في المنافسة، ومعيارا لقياس مدى التقدم الذي عرفه المغرب في هذا الصدد .

كما أكد البيان الختامي للجمع العام التأسيسي لنادي الإعلام والثقافة، أن هذا الوعي الدولي والوطني بأهمية الإعلام والثقافة في التنمية يعكس مدى الارتباط الوثيق بين الاهتمام بقضايا الإعلام والثقافة وتحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة، نذكر منها الهدف الأول المتعلق بالقضاء على التطرف والجهل والإنحراف الفكري والثقافي بجميع أشكاله في كل مكان، والهدف الثاني الرامي إلى تثمين الموروث الثقافي والحضاري والدفاع عن التوابث الوطنية. فضلا عن الهدف الثالث الذي يروم توفير حياة إعلامية وثقافية بناءة وتعزيز الرفاه التواصلي والنجاعة الثقافية والإعلامية للجميع من مختلف الأعمار، لمواجهة التحديات التنموية المستقبلية بالنجاح المطلوب.

وحول أهمية هذه الأهداف شدد البيان الختامي المعني، أن تحقيق التنمية الثقافية والتواصلية والمستدامة يبقى رهينا بأداء الإعلام والثقافة لأدوارها الدفاعية والترافعية والتربوية والتأطيرية من خلال متابعة المستجدات التنموية الإجتماعية والثقافية والرياضية والفنية والبيئية، ونشرها وإعمال القوة الإقتراحية ، إيمانا منا أن أي نموذج تنموي جديد سيسعى بالتأكيد إلى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لكنه لن ينجح إلا بتضافر جهود جميع المؤسسات والهيئات الوطنية والمجتمعية وعلى رأسها الإعلام والثقافة اللتان يعتبران من ضمن تجليات ومظاهر النواة الأساسية للدولة وللمجتمع.
وأفاد البيان الختامي أنه على الرغم من كل التحولات المجتمعية التي شهدها المغرب والعالم ، فإن كل من الإعلامي والمثقف يعتبران الخلية الأساسية للمجتمع والحاضنة لجميع أفراده، بالنظر لأهمية الإعلام والثقافة بنوعيها العالم والشعبي كمؤسسة للتنشئة الاجتماعية، وكوسيلة من وسائل انتاج الثروة البشرية التي لا غنى عنها في كل مبادرة تنموية. لذلك فأي مجهود تنموي يقصي الإعلام والثقافة لا يمكنه تحقيق الأثر المطلوب على النهضة التنموية للأمم لأنه أساسا يلغي من حساباته بعدا أساسيا في أي تنمية يسمى التماسك الهوياتي الاجتماعي، الذي لا يمكن له أن يتحقق دون رؤى متماسكة. وهذا ما يفسر مبادرة الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 68/136، إلى تشجيع الدول على “وضع سياسات وبرامج مناسبة ترمي إلى معالجة الفقر بما فيه الفقر الفكري ، والإقصاء الاجتماعي، وكفالة التوازن بين العمل والتفكير، والتصدي للمسائل المشتركة بين الأجيال”.

في ذات السياق، أوضح البيان الختامي المذكور أن نادي الإعلام والثقافة، سيستشرف وضع إجابات حول إمكانية مساهمة الإعلام والثقافة بالفعالية اللازمة في بناء هذا النموذج التنموي الجديد؟ والتطرق لماهية الشروط التي ينبغي توفيرها لتحقيق هذا المبتغى؟ وطبيعة الأدوار الأساسية التي ينبغي أن يضطلع بها الإعلام والثقافة في هذا السياق ؟ وماهي السياسات العمومية التي ينبغي إرساؤها أو تطويرها لتمكين الإعلام والثقافة من القيام بأدوارهما في إطار النموذج التنموي المغربي الجديد، كمحاور كبرى سيحاول النادي العمل عليها :

المحور الأول: علاقة الإعلام والثقافة بالنموذج التنموي
ما الوظائف المجتمعية والتنموية للإعلام والثقافة ؟
كيفية التأسيس لعلاقة وطيدة بين الإعلام والثقافة والتنمية الشاملة والمستدامة؟
إلى أي حد يمكن أن يؤثر الاهتمام بالإعلام والثقافة في بناء نموذج تنموي ناجح؟
المحور الثاني: أدوار الإعلام والثقافة في بناء النموذج التنموي الجديد وتطويره.
مساءلة أدوار الإعلام والثقافة في تطوير النموذج التنموي عبر طرح الأسئلة التالية:
ما الأدوار التنموية للإعلام ؟
ما الأدوار القيمية للثقافة ؟
كيف تسهم مختلف أدوار الإعلام والثقافة في تطوير النموذج التنموي؟
أي دور الإعلام والثقافة في بناء قيم التماسك والأمن الاجتماعي كشرط أساسي من شروط التنمية الاجتماعية .
المحور الثالث: شروط إنجاح مشاركة الإعلام والثقافة في النموذج التنموي
كما سيحاول نادي الإعلام والثقافة استشراف نجاح مشاركة كل من الإعلام والثقافة في النموذج التنموي عبر طرح الأسئلة التالية:
حصر مواصفات الإعلام والثقافة المؤهلة لتفعيل النموذج التنموي الناجح؟
كيف يمكن للسياسات العمومية أن توفر الشروط الضرورية لمشاركة الإعلام والثقافة في النموذج التنموي؟
ثم إلى أي حد يمكن للمجتمع بجميع مكوناته أن يساعد الإعلام والثقافة على المشاركة الأمثل في النموذج التنموي الوطني؟




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...