خبير يحذر من تغيير مفاجئ في نظام الأكل يؤكد على استثمار المكتسبات الصحية خلال الصيام .
خليفة مزضوضي مدير مكتب جهة مراكش آسفي
قال الباحث في مجال علم الأعصاب المعرفي السلوكي والصحة الغذائية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة حسن الشطيبي، إنه يتوجب على المواطنين الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن وتجنب استئنافه بنفس النمط الذي اتبعه على مدار شهر من الصيام، وذلك من أجل المحافظة على صحته النفسية والجسدية، وتجنبا لمشاكل كبيرة قد تحدث في الجهاز الهضمي جراء عدم الانتباه.
وأضاف الشطيبي في تصريح لموقع حزب العدالة والتنمية، أن الصحة النفسية والجسدية تعرف تحسنا خلال شهر الصيام بفضل ما يتحقق من توازن غذائي وتخلص الجسم من مختلف السموم التي علقت به، ولفترة الراحة التي استمتع بها الجهاز الهضمي وتمتع وظائف أخرى بعطلة مؤقتة كالكبد والرئة والدماغ.
وأوضح الشطيبي، أن الصائمين يتبعون خلال أيام رمضان نظاما غذائيا يختلف في التوقيت والنوعية عنه في الأيام الأخرى، لمدة شهر كامل، منبها إلى أن تغيير النظام الغذائي بعد شهر رمضان بشكل كامل وسريع قد يؤدي إلى مشاكل في المعدة وغيرها، ولذا ينصح الباحث في الصحة الغذائية، بالاستمرار في اتباع نفس النظام الغذائي الصحي الذي كان متبعا خلال شهر رمضان تقريبا، والعودة تدريجيا إلى النظام الغذائي العادي، مع عدم المبالغة بالطعام من حيث الكمية والنوعية.
وشدد الباحث ذاته، على أهمية حضور وجبة فطور خفيفة تتكون من زيت الزيتون وخبز الزرع يتكون من خبز كامل، مع غذاء متكامل مكون في الغالب من الحبوب والقطاني والخضر إلى جانب الفواكه مع عدم إغفال شرب الماء لكونه أساسي جدا.
ودعا الشطيبي إلى اتباع نصيحة الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- في الأكل “نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع”، منبها إلى أن المعدة تستفيد من راحة بيولوجية عندما تكون خفيفة، لذلك يردف المتحدث ” يجب ألا نملأ المعدة عن آخرها، واحترام القاعدة النبوية “ثلث للماء وثلث للطعام وثلث للهواء”.
كما دعا الباحث في الصحة الغذائية، إلى استثمار المكتسبات الصحية التي حققها الصائم خلال شهر الخير، فيما يتعلق بالوزن، حيث إن أغلب الصائمين قد يتخلصون من بعض الزوائد والمشاكل الصحية سواء المتعلقة بالجهاز الهضمي والعصبي أو حتى بالنسبة للوزن الذي ينقص بعد ثلاثين يوما من الصيام.
وتابع أن “هناك فوائد كثيرة يستفيد منها الصائم، مثل النوم الجيد والمريح والتخلص من الضغط والإرهاق”، مشيرا إلى أن الصحتين النفسية والجسدية مترابطتان، واعتبر أن الصحة النفسية تؤثر بشكل قوي جدا على الصحة الجسدية والعكس صحيح أيضا.
وخلص الشطيبي، إلى أنه يتوجب على الصائم للمحافظة على صحته، الاستفادة من مكتسبات شهر الخير، والالتزام بتغيير تدريجي في أوقات وجبات الفطور والغداء، إلى جانب تناول وجبات صغيرة ومتفرقة طيلة اليوم، وتناول وجبات من الخضر والفواكه، لما تحتويه من فيتامينات واقية ومعادن بناءة وألياف غذائية مهمة