المغاربة وملكهم.. علاقة ولاء لا يفهمها العالم

العاصمة بريس/الرباط

ما يعجز العالم الخارجي عن فهمه هو طبيعة العلاقة الفريدة والمتينة التي تربط المغاربة بملكهم. إنها ليست علاقة خوف أو خضوع مفروض، بل ارتباط عميق متجذر في التاريخ والثقافة والهوية الوطنية. علاقة تتجاوز الأطر المؤسساتية لتأخذ بعدًا روحانيًا وعاطفيًا، حيث يجسد الملك استمرارية الأمة، وحدتها، واستقرارها.

على عكس ما قد يعتقد البعض، لا يخاف المغاربة من ملكهم، بل يخافون عليه. فهم يرونه الضامن لوحدتهم الاجتماعية، والساهر على مصالح الوطن بحكمة ورعاية. وفي كل منعطف تاريخي أو أزمة، يظهر هذا الرابط المقدس بوضوح، معبرًا عن ولاء صادق وحب عميق.

ومؤخرًا، عندما انتشرت الأخبار حول صحة جلالته، هبّ الشعب المغربي بأسره في صلاة جماعية، مليئة بالإخلاص والخشوع، متضرعين إلى الله من أجل شفائه. هذا التضامن العفوي والصادق يكشف عن حقيقة جوهرية: صحة وسلامة الملك ليست مجرد مسألة عادية، بل هي مصدر طمأنينة وأمان للشعب. فهو ليس فقط قائدًا سياسيًا، بل رمز للوحدة الوطنية وركيزة الاستقرار، والتجسيد الحي لتاريخ مشترك ومستقبل مليء بالأمل.

إن هذه العلاقة الاستثنائية، المبنية على قرون من الوفاء والثقة المتبادلة، هي ما يجعل المغرب متميزًا. ففي عالم تهيمن عليه أحيانًا مشاعر الريبة بين الشعوب وقادتها، يظل المغرب استثناءً، ونموذجًا لعلاقة تتجسد فيها المحبة والاحترام والولاء في أسمى صورها تجاه قائده.

د. محمد لحبابي
رئيس كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...