ذكريات المدرسة: جيل الستينات والسبعينات بين البساطة والتعلم

العاصمة بريس/الرباط
ش.م..اكادير
التعليم في الماضي لم يكن يعتمد على الوسائل الحديثة أو التقنيات الرقمية، لكنه كان مدرسة حقيقية للقيم والاجتهاد. جيل الستينات والسبعينات نشأ في بيئة تعليمية بسيطة، حيث كانت الطاولات الخشبية تتسع لأربعة تلاميذ يتشاركون كتابًا واحدًا، إلا أن ذلك لم يمنعهم من اكتساب مهارات قوية في اللغة العربية والفرنسية والحساب.
كانت الطاولات المدرسية في ذلك الزمن تعكس روح التعاون والتآزر بين التلاميذ، حيث يجلس أربعة طلاب متجاورين، يتقاسمون كتاب القراءة أو “القرآن” أو “Livre de lecture”، فيما كانت الدفاتر واللوحات وريشة الكتابة أدوات أساسية لا غنى عنها. على جانبي الطاولة، كانت توجد محبرتان مخصصتان لحبر المداد، واحدة على اليمين وأخرى على اليسار، يستخدمهما الجميع دون تذمر أو شكوى.
ورغم قلة الإمكانيات، خرج من ذلك الجيل طلبة متمكنون من قواعد اللغة العربية ومتقنون للفرنسية ومهرة في الحساب. لم تكن هناك شاشات رقمية أو مصادر إلكترونية، بل كان الاعتماد على الاجتهاد والمثابرة، حيث كانت الكلمات تُكتب بريشة الحبر فوق الألواح، وتُراجع الدروس على ضوء المصابيح البسيطة في البيوت.
كان جيل الستينات والسبعينات شاهداً على حقبة تعليمية صنعت الفرق بأبسط الوسائل. واليوم، رغم تطور الأدوات والوسائل، يبقى السؤال: هل نجحت التكنولوجيا الحديثة في الحفاظ على نفس مستوى الاجتهاد والانضباط الذي ميّز ذلك الجيل؟ ربما يكمن السر في البساطة التي جعلت التعليم أكثر قربًا من القلب، وأكثر ارتباطًا بالقيم التي صنعت أجيالًا مثقفة وقادرة على تحدي الصعاب.