الشيخ العيون الكوشي.. صوت مغربي يصدح بخشوع القرآن في مسجد حي المطار بالجديدة

العاصمة بريس/الرباط
يحظى الشيخ العيون الكوشي بمكانة مرموقة بين قراء القرآن الكريم في المغرب والعالم الإسلامي، لما يتميز به من صوت عذب وأسلوب خاشع يأسر القلوب. استطاع أن يرسخ اسمه بين كبار المقرئين بفضل رحلته الطويلة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، والتي بدأت منذ طفولته المبكرة. وقد تنقل بين عدة مساجد داخل المغرب وخارجه، حيث أصبح إمامًا بارزًا في صلاة التراويح خلال شهر رمضان، مستقطبًا أعدادًا غفيرة من المصلين. يعد تسجيله للمصحف برواية ورش واعتماده رسميًا من الأزهر الشريف من أبرز إنجازاته، مما جعله سفيرًا لصوت التلاوة المغربية في العالم الإسلامي.
وفي إطار جولاته خلال شهر رمضان المبارك، سيؤم الشيخ العيون الكوشي المصلين في مسجد حي المطار بمدينة الجديدة يوم الأربعاء 19 مارس، الموافق لـ 18 رمضان، حيث ينتظر أن يحظى الحدث بإقبال واسع من المصلين الراغبين في الاستمتاع بتلاوته الخاشعة.
وُلد الشيخ العيون الكوشي سنة 1967 في مدينة آسفي، وهو متزوج وأب لطفلين. بدأ حفظ القرآن الكريم في سن الرابعة والنصف، وأتمه في سن التاسعة على يد صهره، الذي أشرف على تعليمه في محل للخياطة التقليدية، حيث كان يلقنه أيضًا قواعد التجويد.
منذ صغره، شارك الشيخ الكوشي في عدة مسابقات قرآنية، حيث كانت أول مشاركة وطنية له سنة 1979، ثم شارك في مسابقات دولية في الكويت سنة 1981، والسعودية سنة 1986، وتونس سنة 1990. مع مرور الوقت، أصبح من أبرز القراء في المغرب، حيث كان يُستدعى لإمامة الصلاة في المناسبات الدينية بإقليم آسفي.
في عام 1985، بدأ رحلته مع صلاة التراويح كإمام بالمسجد الأعظم في آسفي، ثم انتقل إلى مدينة الدار البيضاء سنة 1992، حيث أمَّ المصلين في مسجد “الهدى” بحي جميلة 7، واستمر في التنقل بين عدة مساجد، منها مسجد “السلام” بعين الشق، ومسجد “آل سعود” بحي مبروكة، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة سنة 2000، ثم إلى بروكسيل حيث أمَّ المصلين في مسجد “الخليل” لمدة أربع سنوات. استقر الشيخ الكوشي في مسجد الأندلس بحي أناسي بالدار البيضاء منذ سنة 2005، حيث أصبح إمامًا وخطيبًا لهذا المسجد.
في عام 1993، اجتاز اختبارًا نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث كان من بين ثلاثة قراء تم اختيارهم لتسجيل أحزاب من القرآن الكريم للبث الرسمي. كما قام بتسجيل المصحف الشريف كاملًا برواية ورش في مصر بين عامي 2002 و2004، بحضور 22 شيخًا من الأزهر، أبرزهم الدكتور أحمد عيسى المعصراوي، شيخ عموم المقارئ المصرية. وقد تم اعتماد هذا المصحف رسميًا من الأزهر الشريف، ليصبح أول مصحف مغربي مسجل برواية ورش بهذه الدقة والجودة.
يتميز الشيخ العيون الكوشي بتلاوة هادئة ومؤثرة، تجعل المستمعين يعيشون معاني الآيات بوجدانهم، مما أكسبه شهرة واسعة داخل المغرب وخارجه. وخلال شهر رمضان، يحرص المصلون على حضور صلواته، نظرًا لما يضفيه صوته العذب وأسلوبه الخاشع من أجواء روحانية خاصة.
بفضل مسيرته الحافلة بالإنجازات، أصبح الشيخ العيون الكوشي رمزًا من رموز التلاوة المغربية، وسفيرًا لقراءة ورش في العالم الإسلامي، حيث يواصل إحياء ليالي رمضان بتلاوة تأسر القلوب وتزيد من خشوع المصلين.