احتفالات السنة الأمازيغية بطابع إفريقي في مركز تاوسنا: الطعام والفن جسور للتواصل بين شعوب القارة

العاصمة بريس/الرباط
عبد اللطيف الكامل

في مركز “تاوسنا للدراسات والأبحاث” الكائن بأولاد ميمون في جماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، اجتمعت مجموعة من الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء مثل السنغال، النيجر، الكاميرون، غينيا، وساحل العاج، إضافة إلى مغاربة من منطقة سوس، في لقاء ودي حول أطباق “تاكلا” و”الكسكس المغربي” المُعَدّة احتفالاً برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975. أُقيم هذا الحدث في أجواء من الألفة والمحبة، جسدت قيم التسامح والتعايش.

لكن اللقاء لم يكن مجرد مناسبة لتناول وجبات شهية، بل شكل فرصة مثمرة لتبادل الثقافات بين دول جنوب الصحراء والمغرب. دار النقاش حول التاريخ المشترك، العادات، والتقاليد التي تربط بين هذه الشعوب، مما يعزز الروابط الإنسانية بينها، كما أشار المشاركون في كلماتهم المسجلة بالصوت والصورة.

وقد استطاعت أكلة “تاكلا” ووجبة “الكسكس المغربي” تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، لتجمع المشاركين في لحظة استثنائية تعكس روح التآزر والأخوة التي توحد شعوب القارة الإفريقية، رغم اختلاف لغاتهم ولهجاتهم وثقافاتهم. وأكد المشاركون أهمية الحوار الثقافي لبناء مستقبل مشترك ومزدهر لإفريقيا.

وكعادته، خلق “مركز تاوسنا للدراسات والأبحاث” حدثاً مميزاً بطابع إفريقي أصيل، مبرزاً أهمية تعزيز قيم التضامن والتعايش بين شعوب القارة. كيف لمثل هذه المناسبات، المرتبطة بالطعام والثقافة، أن تصبح جسراً للتواصل والتفاهم، في وقت يسعى البعض، للأسف، إلى زرع الفتنة والتفرقة بين شعوب إفريقيا؟

لم يقتصر التعبير عن الفرح بهذه المناسبة على الطعام فقط، بل كان للفن والموسيقى حضور قوي. وقد أثرت مجموعة “لارياش” الغنائية، بقيادة الفنان الأمازيغي مصطفى موسير، اللقاء بمزجها بين الأغاني الأمازيغية والإيقاعات الإفريقية، في أجواء احتفالية دافئة.

وفي ختام اللقاء، عبر المشاركون عن تقديرهم لمبادرة “مركز تاوسنا”، بقيادة الدكتور خالد ألعيوض، والتي تجسد عمق الوحدة الإفريقية التي يسعى المغرب لاستعادتها، من أجل بناء مستقبل مشرق وموحد لشعوب القارة السمراء.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...