شغف جماهير الملاعب بين قيد المنع وفضاءات التفريغ البديلة

العاصمة بريس/الرباط
مصطفى اشباني..أكادير

في السنوات الأخيرة، تصاعدت حالات الشد والجذب بين الجماهير الرياضية في المغرب والجهات المعنية بقرارات تقييد حضورهم في الملاعب. ولكن مع هذا الاحتقان، تتسرب هذه الطاقات المكبوتة إلى فضاءات بديلة مثل السهرات العامة المجانية التي تقام في الساحات الكبرى والمسرح المفتوح.

أحد الأمثلة البارزة كان السهرة المجانية الأخيرة التي أُقيمت في مسرح الهواء الطلق بأكادير، حيث تدفق الجمهور بكثافة من كل أنحاء المدينة والجهة لتشجيع الفنانين ومتابعة عروضهم. امتلأت جوانب المسرح بالحشود التي هتفت كأنها في مدرجات الملعب: “إمازيغن.. إمازيغن”، هذا الاكتظاظ الشديد دفع المنظمين إلى توقيف الحفل حرصا على سلامة المواطنين، مما أثار تساؤلات عن البدائل المتاحة لتفريغ هذه الطاقات.

لا يمكن إنكار أن القرارات التي تحظر الجماهير من حضور المباريات تأتي بهدف حماية الأمن العام. ومع ذلك، فإن حرمان الجمهور من مدرجات الملاعب لا يلغي شغفهم، بل يدفعهم إلى البحث عن وسائل أخرى للتعبير عن حبهم لفرقهم أو فنانيهم، كما حدث في تلك السهرة التي تحولت إلى لوحة نابضة بالحماس الجماهيري.

الجماهير الرياضية، خاصة تلك التي تنتمي لأندية كبرى، لا تعتبر المدرجات مجرد مكان للمشاهدة، بل هي مساحة للتعبير عن الانتماء والشغف. لذا فإن استمرار غلق الملاعب في وجه الجمهور قد يؤدي إلى تفاقم الشعور بالإقصاء وزيادة التوتر بينهم وبين السلطات.

أرى بدلا من فرض المنع الشامل، يجب تبني حلول وسط تضمن أمن وسلامة الجماهير دون أن تطفئ شعلتهم وأقترح من بين هذه الحلول:

تحسين البنية التحتية: ضمان توفر مداخل ومخارج آمنة للملاعب وتنظيم حركة الجماهير بفعالية.

تقنيات المراقبة: تعزيز أنظمة المراقبة داخل الملاعب لضبط أي تجاوزات دون حرمان الجميع.

الحوار والتوعية: عقد لقاءات دورية مع ألترات مشجعي الفرق لشحذ التوعية وتعزيز ثقافة التشجيع الحضاري.

خلاصة القول فإن كرة القدم والفن والمهرجانات العامة ليست مجرد أنشطة ترفيهية؛ بل هي أدوات تجمع الناس وتوحد مشاعرهم. لذا، يجب أن تكون السياسات المتبعة متوازنة وتهدف إلى احتواء هذه الطاقات بشكل إيجابي، بدلا من تركها تتفجر في سياقات غير منظمة قد تضر أكثر مما تنفع كما أن المدرجات ليست مجرد مقاعد، بل هي مصدر حياة للشغف الجماهيري الذي لا يجب أن يُطفأ بأي ثمن.