الجهوية المتقدمة والرياضة: رافعة للتنمية الشاملة وتعزيز الهوية الوطنية

العاصمة بريس/الرباط
مصطفى اشباني مدير مكتب جهة سوس ماسة
تعد الجهوية المتقدمة من أبرز الإصلاحات الاستراتيجية التي يعرفها المغرب، حيث تمثل تحولا حقيقيا في حكامة التدبير الترابي. تأتي هذه الرؤية الطموحة تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتهدف إلى تعزيز حكامة لا مركزية شاملة تُشرك مختلف الفاعلين المحليين.
وفقًا للفصول 135 إلى 145 من الدستور المغربي، يسعى هذا النموذج إلى نقل الصلاحيات والموارد إلى الجماعات الترابية لتشجيع تنمية شاملة ومتوازنة تتماشى مع خصوصيات كل جهة من جهات المملكة. كما يدعم النموذج التنموي الجديد هذه الجهوية المتقدمة بمواجهة التحديات الحديثة، مثل الاستدامة، التنافسية، والاندماج الاجتماعي.
الرياضة كرافعة استراتيجية في الجهوية المتقدمة
تلعب الرياضة، وخاصة تطوير البنية التحتية الرياضية، دورًا محوريًا في هذه الدينامية. فهي ليست مجرد نشاط ترفيهي بل أداة لتعزيز التماسك الاجتماعي، وتحفيز التنمية الاقتصادية، وزيادة جاذبية المناطق.
دور الرياضة في التنمية الإقليمية:
تنشيط الاقتصاد: يحقق كل درهم يُستثمر في البنية التحتية الرياضية عائدًا اقتصاديًا يصل إلى ثلاثة أضعافه من خلال الفعاليات، السياحة، وفرص العمل.
تعزيز التماسك الاجتماعي: تسهم الرياضة في إدماج الشباب والنساء بمشاركة أكثر من 9 ملايين مغربي في الأنشطة الرياضية.
تحسين الصحة العامة: أدت البرامج الرياضية إلى خفض نفقات الصحة المرتبطة بالأمراض غير المعدية بنسبة 15%.
المغرب ونموذج رياضي متميز
يعتبر اختيار المغرب شريكًا في تنظيم كأس العالم 2030، إلى جانب إسبانيا والبرتغال، اعترافًا دوليًا بنجاح النموذج الرياضي المغربي. رصدت المملكة ميزانية 15 مليار درهم لتطوير الملاعب والمنشآت الرياضية، مما يعزز مكانتها كمركز رياضي إفريقي وعربي.
كما أصبح النموذج المغربي مصدر إلهام لدول أخرى مثل قطر، السعودية، وفرنسا، التي استفادت من خبرات المغرب في دمج الرياضة في التنمية الجهوية.
توصيات لتعزيز الرياضة في إطار الجهوية:
1. رفع ميزانيات الرياضة في الجهات إلى 5% على الأقل من الميزانيات الإجمالية.
2. تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في الرياضة الإقليمية.
3. إطلاق شراكات بين القطاعين العام والخاص لبناء بنية تحتية رياضية حديثة.
4. تنظيم مسابقات رياضية بين الجهات لتعزيز المواهب المحلية.
5. ربط الرياضة بالسياحة من خلال فعاليات رياضية ذات طابع جهوي.
أثبتت الجهوية المتقدمة أنها خيار ناجح، حيث تتيح للرياضة أن تكون رافعة حقيقية للتنمية الشاملة وتعزيز الهوية الوطنية. مع استضافة المغرب لكأس العالم 2030، يتأكد أن الرياضة ليست فقط وسيلة للتنمية بل ركيزة للوحدة والإلهام لأجيال المستقبل.
بقلم: محمد بلماحي
رئيس الجامعة الملكية المغربية للدراجات