ضعف البنية التحتية للصحة العقلية بالمغرب: أرقام تكشف الواقع وتوصيات للإصلاح

العاصمة بريس/الرباط
أوصى المجلس الأعلى للحسابات، في تقريره السنوي 2023-2024، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بوضع وتنفيذ استراتيجية ملائمة للصحة العقلية متعددة القطاعات. تتضمن هذه الاستراتيجية إعداد وتنفيذ مخطط لتعزيز الوقاية في مجال الصحة العقلية، وتطوير العرض الصحي، واستخدام الموارد المتاحة بكفاءة، بالإضافة إلى إنشاء نظام للمراقبة والرصد الوبائي يعتمد على نظام معلومات فعال ومنسق.
أرقام مقلقة حول الصحة العقلية بالمغرب
كشف التقرير أن الاضطرابات العقلية بين السكان الذين تتجاوز أعمارهم 15 سنة تُشكّل عبئًا كبيرًا على الصحة العمومية، حيث يعاني أكثر من 17% من المغاربة من مشاكل نفسية. تُعتبر هذه الاضطرابات السبب الأول للإعاقة بنسبة 22.3% من العبء الإجمالي للعجز، والسبب الثاني للمراضة بنسبة 10.52% بعد أمراض القلب والشرايين (25.68%)، متقدمةً على السرطانات (8.02%).
تشخيص المنظومة الصحية النفسية
تُعاني المنظومة من نقص حاد في البنية التحتية المخصصة للصحة النفسية، حيث يضم العرض الحالي:
11 مستشفى للأمراض النفسية
34 قسماً للطب النفسي في المستشفيات العمومية
2260 سريراً موزعة على التراب الوطني.
طاقم يضم 362 طبيباً نفسياً و1301 ممرضاً متخصصاً.
على الرغم من ذلك، لا تزال القدرة الاستيعابية ضعيفة، بمعدل 6.86 سرير لكل 100 ألف نسمة، وهو أقل بكثير من المعايير الدولية.
أبرز التحديات والاختلالات
عدم كفاية الأطباء المتخصصين، وتوزيعهم غير المتوازن.
غياب التنسيق بين مستويات الرعاية النفسية.
ضعف إدماج الصحة العقلية في مؤسسات الرعاية الأولية.
نقص الأدوية والتعويض عن بعضها من طرف التأمين الصحي.
خطوات الإصلاح
بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، أعلنت وزارة الصحة عن إطلاق “الخطة الاستراتيجية متعددة القطاعات للصحة النفسية 2030″، والتي تهدف إلى معالجة هذه الاختلالات.
التوصيات:
أوصى التقرير بضرورة:
وضع سياسة وطنية متكاملة للصحة النفسية.
تعزيز الوقاية من الأمراض النفسية.
توفير أطر قانونية وحكامة ملائمة.
رغم الجهود المبذولة، لا تزال الصحة النفسية في المغرب تواجه تحديات كبيرة تستوجب تدخلًا عاجلاً وشاملاً.