أمين حمي ..وداع مرحلة مهنية بجهة سوس ماسة وبداية فصل جديد بجهة كلميم واد نون

العاصمة بريس/الرباط
م.ش..أكادير
على مدار أكثر من 13 عاما، كانت رحلتي في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بجهة سوس ماسة مليئة بالتحديات والفرص التي ساهمت في صقل مهاراتي المهنية والشخصية. اليوم، وأنا أودّع هذه المرحلة المهمة من مسيرتي المهنية، أجد نفسي مليئًا بمشاعر مختلطة من الفخر بما أنجزناه سويا، والحنين لتلك اللحظات التي شكلت جزءا كبيرا من حياتي و بهذه المناسبة أستعرض معكم أبرز محطات هذه الرحلة، الدروس التي تعلمتها، والشراكات التي بنيتها، والأثر الذي تركناه في حياة الشباب والمجتمع، وهو ما يجعلني أتطلع بحماس إلى المرحلة الجديدة التي سأخوضها في جهتي كلميم واد نون.
في لحظة تختلط فيها مشاعر الفخر بالحنين، أجد نفسي اليوم أمام محطة مفصلية في مسيرتي المهنية، حيث أختتم رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات كمدير إقليمي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بجهة سوس ماسة. لم تكن هذه السنوات التي امتدت لأكثر من 13 عامًا مجرد فترة عمل، بل كانت تجربة ثرية بالخبرات التي ستظل راسخة في ذاكرتي.
لقد كانت جهة سوس ماسة بالنسبة لي أكثر من مجرد مجال عمل؛ كانت مدرسة حقيقية تعلمت فيها دروسا لا تُقدر بثمن عن أهمية الالتزام والعمل الجماعي. كل يوم كان يحمل فرصًا جديدة للنمو والتطور، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، مما مكّنني من صقل مهاراتي وتعزيز قدرتي على مواجهة التحديات التي تصادف أي مسؤول يسعى لتحقيق تغيير إيجابي.
عملت خلال هذه الفترة مع فريق استثنائي من المستشارين والأطر والمسؤولين، الذين شكلوا عائلة مهنية حقيقية، كانوا دائمًا سندًا وداعمًا لي في تحقيق الأهداف المشتركة. كما أعتز بالشراكات التي أقمناها مع جمعيات المجتمع المدني، والمقاولات المشغلة، ومؤسسات التكوين على صعيد عمالة أكادير إداوتنان. لقد ساهمت هذه الجهود الجماعية في تحسين فرص التشغيل وتعزيز التنمية بالمنطقة، وترك أثر إيجابي ملموس في حياة العديد من الشباب الباحثين عن فرص عمل.
إن الإنجازات التي حققناها معا ليست فقط مدعاة للفخر، بل هي أيضا حافز للاستمرار في العطاء، خاصة أنني أستعد اليوم للانتقال إلى مرحلة جديدة كمدير جهوي لجهة كلميم واد نون. هذا التحول يمثل تحديا جديدا وفرصة لمواصلة الإسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مستندا إلى الخبرات التي اكتسبتها والدروس التي تعلمتها في جهة سوس ماسة.
وأمام هذه اللحظة، لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص الشكر والامتنان لكل من كان شريكًا في هذه الرحلة المهنية. شكري موصول لفريقي الذي كان دائما عنوانا للتفاني والابتكار، وللشباب الذين وثقوا بنا لتحقيق طموحاتهم، وللمؤسسات العمومية والخاصة التي آمنت برسالتنا وساهمت في إنجاح مشاريعنا.
إنني أودّع اليوم جهة سوس ماسة، لكن ذكرياتها وإنجازاتها ستظل حاضرة معي أينما ذهبت. ومع استعدادي لفتح صفحة جديدة، أتعهد بمواصلة العمل بنفس الروح والقيم، واضعا مصلحة الوطن والمواطنين على رأس أولوياتي.