هل ينجح عامل إقليم سيدي سليمان إدريس روبيو في إنقاذ وادي بهت؟
العاصمة بريس/الرباط
منذ تعيينه في إقليم سيدي سليمان، أصبح السيد عامل الإقليم محور إهتمام الرأي العام المحلي، خاصة مع التحديات البيئية الكبرى التي تواجه المدينة، وعلى رأسها الوضع الكارثي لوادي بهت. يعاني الوادي منذ سنوات من تدهور بيئي كبير تمثل في انتشار الروائح الكريهة، وتكدس النفايات على جنباته، مما حوّله إلى مصدر قلق للساكنة بدل أن يكون مصدر حياة وجمال.
تحركات ميدانية واعدة :
منذ وصوله، أظهر عامل الإقليم نهجًا مختلفًا، يتمثل في التحرك الميداني الفعلي والزيارات المفاجئة للمرافق الحيوية، وهو ما لاقى استحسانًا من طرف الساكنة. من أبرز هذه الخطوات كانت زيارته لوادي بهت، حيث رافقه فريق مكون من الكاتب العام، رئيس المجلس الجماعي، باشا المدينة، ورئيس قسم الشؤون الداخلية.
هذه الزيارة جاءت لتعكس وعيًا بأهمية القضية، وكانت بمثابة الشرارة الأولى لحملة تنظيف شاملة للوادي. هذه الحملة تمت بمشاركة جمعيات المجتمع المدني، وشركة النظافة “S.S. بيئة”، والجماعة الترابية. كما امتدت جهود التنظيف إلى جماعات مجاورة مثل دار بلعامري.
الاجتماع الحاسم: من التنظير إلى التطبيق :
في خطوة مهمة، عُقد إجتماع في عمالة سيدي سليمان بحضور جميع الأطراف المعنية، بهدف إيجاد حلول عملية ومستدامة للمشكلة البيئية لوادي بهت. ووفقًا للمصادر، أبدى عامل الإقليم صرامة ووضوحًا في هذا اللقاء، مؤكدًا أن الحلول يجب أن تكون فعلية، بعيدة عن الخطط النظرية التي لا ترى النور.
التزام واضح تجاه البيئة :
أمام وسائل الإعلام، تعهد عامل الإقليم بإعطاء أولوية للبيئة، مشيرًا إلى أن وادي بهت يستحق استعادة مكانته كجزء حيوي من المدينة. هذه التصريحات زادت من آمال الساكنة الذين يأملون أن تُترجم هذه الوعود إلى واقع ملموس.
آمال الساكنة وتطلعاتها :
وادي بهت كان يومًا ما شريانًا ينبض بالحياة وسط مدينة سيدي سليمان، حيث كان جريانه طيلة العام يجلب انتعاشًا بيئيًا واجتماعيًا. الساكنة تأمل أن تعيد هذه التحركات للوادي مكانته البيئية، وتُسهم في تحسين جودة الحياة بالمدينة.
هل سينجح عامل الإقليم؟
نجاح عامل إقليم سيدي سليمان في معالجة كارثة وادي بهت يعتمد على عدة عوامل:
1. التنسيق بين جميع الأطراف: يجب أن يستمر التعاون بين السلطات المحلية، والجماعات الترابية، والمجتمع المدني.
2. التمويل الكافي: تحتاج هذه الحلول إلى موارد مالية مستدامة لضمان نجاحها.
3. المتابعة والتقييم: يجب وضع آليات لمتابعة التنفيذ، وضمان عدم عودة المشكلة بعد تنظيف الوادي.
4. رفع الوعي البيئي: إشراك الساكنة في الحفاظ على الوادي من خلال التوعية بأهمية النظافة وحماية البيئة.
خطوات عامل الإقليم حتى الآن تبعث على التفاؤل، لكن التحديات كبيرة وتحتاج إلى إرادة قوية وتخطيط محكم. الساكنة بدورها مستعدة لدعمه، إذا أثبتت هذه التحركات الجدية والالتزام بتحسين الوضع البيئي لوادي بهت.