صرخة مربي: أدركوا أبناءكم قبل فوات الأوان!
العاصمة بريس/الرباط
تعيش المؤسسات التعليمية اليوم أزمة حقيقية في التعامل مع الأجيال الناشئة، أزمة ليست محصورة في المناهج أو البنية التحتية، بل تتجاوزها لتصل إلى سلوكيات الطلبة وانحدار مستواهم الفكري والأخلاقي. هذه الظاهرة أصبحت مصدر قلق للمعلمين الذين يشعرون بثقل المسؤولية وهم يشاهدون جيلاً يُقاد نحو الضياع. ومن بين هؤلاء، المفتش التربوي خالد البورقادي الذي أطلق صرخة مدوية، محذراً الآباء والأمهات من تداعيات هذا الوضع.
يبدأ البورقادي رسالته الموجهة للأولياء بنداء يحثهم على تقوى الله في أبنائهم الذين يأتون إلى المدارس منهكين بسبب السهر المفرط على هواتفهم الذكية، حيث أصبحت الألعاب مثل “فري فاير” و”بابجي” وغيرهما تستنزف عقولهم ووقتهم. يقول: “نحن لا ندرس تلاميذ، بل جثث عقولها فارغة وقلوبها ميتة”.
وأشار إلى أن الأطفال يأتون إلى المدارس ليس للتعلم، بل للعب، التراشق بالألفاظ البذيئة، والنسيان المستمر للأدوات والواجبات. ومن هنا، يحمّل البورقادي الآباء والأمهات مسؤولية كبرى، إذ يعتبرهم الشريك الأول في انهيار الأجيال.
كما وجه رسالة مباشرة إلى الآباء منتقداً التهاون في الرقابة على ملابس بناتهم وسلوكياتهم، معتبراً أن ذلك يسهم في تدهور القيم. وأشار إلى أن لغة أبنائنا أصبحت لغة “التيكتوك” والألفاظ السوقية، مؤكدًا أن الحياء والأدب تراجعا بشكل ملحوظ لدى الأجيال الجديدة.
ويختتم البورقادي حديثه بنبرة حزينة قائلاً: “أريد أن أرى في وجه تلاميذي الحياء وروح الدراسة والمنافسة، لا التفاهات والعري. حزينٌ أنا على أولادي وعلى نفسي، إذ أصبح نجاحهم أملاً بعيد المنال”.
إن هذه الرسالة ليست مجرد شكوى عابرة، بل هي دعوة للتأمل والعمل. فالأبناء أمانة في أعناقنا جميعاً، وإذا لم يتدارك المجتمع الوضع الحالي، فإننا جميعاً مسؤولون عن أجيال تضيع أمام أعيننا. الحل يبدأ من الأسرة التي يجب أن تعيد بناء جسور التواصل مع أبنائها وتزرع فيهم القيم والأخلاق قبل العلم.
“أنقذوا أولادكم قبل فوات الأوان”.