ذكرى الاستقلال: ملحمة التلاحم الوطني وتجسيد السيادة المغربية

العاصمة بريس
عبد الله إكي..انزكان

خلد الشعب المغربي، اليوم الإثنين 18 نونبر ، بكل مظاهر الاعتزاز والافتخار، ذكرى الاستقلال ، الحدث المميز في التاريخ المعاصر للمملكة والذي جسد أسمى معاني التلاحم بين الملك والشعب في ملحمة الكفاح الوطني.

نستحضر ، و نحن نحتفل بهذه الذكرى ، مجموعة من المواقف الجريئة التي اتخذها المغرب في السنتين الأخيرتين في علاقته بعدد من الدول ، خاصة الأوروبية ، تعكس قوة المغرب كدولة مستقلة و ذات سيادة لا تسمح لأي كان أن يتجاوز الخطوط الحمراء فيما يتعلق بمصالحه العليا وقضيته الوطنية المتعلقة بالوحدة الوطنية . و الخطاب الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء كان حازما ومباشرا عندما وضع الملك محمد السادس النقط على الحروف فيما يتعلق بعلاقات المغرب الاقتصادية والتجارية مع الدول الأخرى ، حيث من جهة طالب الشركاء التقليديين بأن يكونوا أكثر وضوحا في مواقفهم فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، وطالب الدول التي ترغب في شراكات مع المغرب أن تعي أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب الوطني .

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على سيادة واستقلالية القرار المغربي في العلاقات الدولية الدي لا يسمح لأي دولة أو منظمة أو أي جهة كيفما كانت التدخل في شؤونه الداخلية أو المساس بمصالحه أو وحدته الترابية. فمغرب اليوم ، ليس هو مغرب الأمس ، فلم يعد ذلك البلد كما ظل في مخيلة البعض . ولذلك، فإن تخليد ذكرى الاستقلال مناسبة لاستحضار انتصار إرادة الدولة و إرادة الشعب معا من أجل إرساء أسس مغرب قوي ومستقل وحديث وموحد ومتضامن.

ثم لا ننسى أن هذه الذكرى تعبر عن لحظة التحام للأمة، وتشكل حدثا متميزا في التاريخ المعاصر للمملكة وتعكس الكفاح الشجاع لشعب توحد وراء ملكه ، كما تشكل مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من ربقة الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله سنة 1955.

كما تعتبر ذكرى عيد الاستقلال من أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما لها من مكانة عظيمة في الذاكرة الوطنية وما تمثله من رمزية ودلالات عميقة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والوطنية.

إن تخليد ذكرى الاستقلال يفرض على الأجيال الحالية، استحضار أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل التحرر من نير الاستعمار، وإرساء أسس الدولة المغربية المستقلة والحديثة، وأيضا مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات الجسيمة والمواقف التاريخية الخالدة التي صنعتها المقاومة المغربية للتحرر من ربقة الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله والعيش في نعيم الحرية.

كان للمواقف الشجاعة للملك محمد الخامس رحمه الله الذي فضل المنفى على التفريط في سيادة المغرب ووحدته الوطنية وقع كبير وحاسم على نفوس شعبه الوفي ضد الاستعمار والاستبداد والتحكم ، ولم يرض الملك لنفسه المذلة و الهوان وعبر عن وفائه لشعبه و إخلاصه لعهد البيعة التي تجمعه به ، فاختار سبيل التضحية بحياته من أجل حرية و كرامة الوطن ، و قليل من الملوك والرؤساء من بقوا مخلصين لشعوبهم ، حيث تآمروا على شعوبهم و تنكروا لعهودهم و انحازوا إلى الجهة الغالبة ، خانعين و خاضعين مقابل حمايتهم وحماية أسرهم من البطش و النفي أو الاغتيال.

ولذلك ، ينبغي استلهام دلالات المقاومة الوطنية التي بفضلها نعيش زمن الحرية والاستقلال ، كما ينبغي مواصلة الإصلاحات و تحقيق الإنجازات من أجل دعم مسيرة التنمية والديمقراطية ببلادنا ، ومواجهة التحديات الخارجية المطروحة و تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز الانفتاح على المستويين الإقليمي والدولي.




شاهد أيضا
تعليقات الزوار
Loading...